المحتويات حكم المواقيت في بلاد تطرف الأوقات
تمهيد
يحدث تطرف الأوقات بتباعد شديد بينها أو تقارب شديد بسبب طول النهار غير المعتاد في بعض البلاد في أقاصي شمال الأرض وجنوبها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على أَشرف المرسلين وعلى آله وصحبهِ أَجمعين.
تمهيد
يحدث تطرف الأوقات بتباعد شديد بينها أو تقارب شديد بسبب طول النهار غير المعتاد في بعض البلاد في أقاصي شمال الأرض وجنوبها.
وسبب تطرف الأوقات في هذه البلاد هو أيامها غير المعتادة في منتصف الصيف ومنتصف الشتاء.
فتكون أوقات الصلاة غير معتادة لأحد ثلاثة أسباب؛ طول النهار المفرط، أو قصره المفرط، أو بسبب القفزات الكبيرة في تغير أوقات الصلاة بسبب التغير السريع لطول النهار في الأيام التي يكون طولها معتاداً.
والمقصود بشمال وجنوب الأرض؛ البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات، وهي البلاد التي تقع فوق خطي العرض ٤٨° شمالاً و ٤٨° جنوباً.
وتقع ضمن هذه البلاد المناطق التي وصفها الفقهاء بمثل قولهم: "البلاد التي ينعدم فيها العشاء والفجر"، وقولهم: "التي لا يغيب فيها نور الشفق كبلاد بلغار".
وذلك لأنَّ علامتي العشاء والفجر تختفيان في البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات الواقعة ما بين ٤٨° و٦٥.٤٢° شمالاً وجنوباً.
ولا يختفي الشروق أو الغروب إلا في المناطق التي تقع فوق خط عرض ٦٥.٤٢° شمالاً وجنوباً.
فيستمر النهار أو الليل عندما تختفي علامتي الشروق أو الغروب لثلاثة أيام أو أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين أو أكثر حسب خط العرض إلى ستة أشهر عند القطبين حيث لا يوجد بشر.
في البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات يطول النهار جداً صيفاً ويقصر جداً شتاءاً، وكلّما كانت المنطقة ذات خط عرض أعلى صار النهار أطول صيفاً، ويزداد طولاً في منتصف الصيف، وأقصر شتاءاً، فيصبح قصيراً جداً في منتصف الشتاء.
وحسب خط العرض والقرب من منتصف الصيف يكون طول النهار.
فيصل طول النهار إلى أكثر من ثلاث وعشرين ساعة في منتصف الصيف في بعض البلاد، وفي بعضها يصل إلى ثلاثة أيام فأكثر إلى أن يصير طوله قرابة الستة أشهر عند القطبين الذين لا يوجد فيهما بشر.
وفي الشتاء يصل طول النهار إلى أقل من ساعة في منتصف الشتاء، وفي بعضها يستمر الليل إلى ثلاثة أيام فأكثر إلى أن يصير طوله قرابة ستة أشهر عند القطبين.
طول النهار والليل متساويان طوال السنة عند خط الاستواء وما حوله (ما بين حوالي ٥° ج إلى ٥° ش).
أطول نهار في النصف الشمالي للكرة الأرضية هو حوالي يوم ٢١ يونيو (٦)، وهو أقصر يوم في النصف الجنوبي.
وذلك لأنّ الصيف والشتاء يتعاقبان بين نصفي الأرض، فعندما يكون نصفها الشمالي صيفاً يكون نصفها الجنوبي شتاءً.
وأقصر نهار في النصف الشمالي للكرة الأرضية هو حوالي يوم ٢١ ديسمبر (١٢)، وهو أطول نهار في نصفها الجنوبي.
ويتساوى الليل والنهار في الكرة الأرضية حوالي يومي ٢١ مارس (٣) و ٢١ سبتمبر (٩).
ففي النصف الشمالي؛ يتزايد طول النهار بعد يوم ٢١ ديسمبر (أقصر نهار) إلى أن يبلغ ١٢ ساعة يوم ٢١ مارس، ويستمر في التزايد إلى أن يصل لأطول نهار يوم ٢١ يونيو.
ثم يبدأ في التناقص إلى أن يبلغ ١٢ ساعة مرة أخرى يوم ٢١ سبتمبر، ويستمر في التناقص إلى أن يصل إلى أقصر نهار يوم ٢١ ديسمبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق