تعريف

مدونتي

أحبابي الزوار الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرحباً بكم في مدونتي التي حرصت فيها على التجديد مع الحرص على الاختصار والتيسير.

لأنّ مجرد تكرار ما كتب تضييع لوقت الكاتب والقاريء، ولو كانت الفائدة محدودة فيكفي تعليق في هامش.

فأرجو أن يجد القاريء في هذه المدونة ما لا يجده في غيرها من فوائد.

ومع أنه لا مفر من التكرار لإكمال تصوير المسألة أو إزالة شبهة ونحو ذلك، إلا أنّه لا يكاد يخلو مبحث في هذه المدونة من تجديد.

وكثيرٌ مما في هذه المدونة من تجديد هو استنباطات أو استخراجات أو شروح قائمة على تأمل وتفكر.

ويوجد غير ذلك من التجديد المتعلق بأسباب الكتابة التي نص عليها العلماء.

قال ابن حزم رحمه الله في أسباب التصنيف: (والأنواع التي ذكرنا سبعة لا ثامن لها: وهي

إما شيء لم يسبق إلى استخراجه فيستخرجه.

وإما شيء ناقص فيتممه.

وإما شيء مخطأ فيصححه.

وإما شيء مستغلق فيشرحه.

وإما شيء طويل فيختصره؛ دون أن يحذف منه شيئاً يخل حذفه إياه بغرضه.

وإما شيء مفترق فيجمعه.

وإما شيء منثور فيرتبه) [١].

في كل من الاختصار والإسهاب عيوب.

ولكني نظرت في طريقة القرآن والسنة، فملت إلى الاختصار والتيسير.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.

وآيات القرآن الكريم جوامع كلم، وقد أوتي النبي ﷺ جوامع الكلم.

وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما خُيِّر رسول الله ﷺ بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه).

ولم يكن البيان مختلفاً عن سائر الأمور.

وأيسر البيان ما كان بالمثال العملي؛ (من توضأ نحو وضوئي هذا)، (صلوا كما رأيتموني أصلي)، (خذوا عني مناسككم).

ولكن شتّان بين تيسير عامة البشر وتيسير القرآن والسنة، وشتان بين اختصار عامة البشر وجوامع كلم القرآن والسنة.

ففى هذه الطريقة عيوب ولكني أحاول أن أسدد وأقارب، والكمال عزيز.

ومحاكاةً للنصوص في التيسير والاختصار أترك ذكر المعلوم.

فمثلاً التسليم والجلوس له لم يُذكرا في حديث المُسيء صلاته لمعلوميته.

ومن فوائد هذه الطريقة؛ الاختصار وتيسير التلقي والحفظ.

ولهذا لم ألتزم مثلاً أن يكون التعريف جامعاً مانعاً، وذلك بنحو ترك المعلوم.

وقد نقد ابن تيمية رحمه الله مفهوم الحد عند المتكّلمين، فهم يفهمون عن الحد أنّه لا يتداخل مع غيره.

والحد الصحيح للمعرّف هو ما كان بمعنى منع إدخال ما ليس منه فيه، وشمول التعريف جميع أفراد المعرّف.

فالحدّ الصحيح (الجامع المانع) جيّد للمختصين لا سيما النصوص القانونية لأنّه أضبط.

وأما الحد عند المتكلمين الذي بمعنى عدم إدخال ما يدخل في غير المعرّف فيه، فهو لا يوجد إلا في الأذهان.

وذلك لأنّ التعريفات والأقسام متداخلة ودرجاتها متفاوتة، فالبياض والسواد درجات متفاوتة بسبب تداخلهما.

وكذا كثير من المفاهيم الشرعية تتفاوت وتتداخل معانيها في الأعيان والأمثلة.

والتقيّد بالحدّ الصحيح غير جيّد، لما فيه من تكلّف، ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: ۸٦].

ونجد في طريقة النصوص والسلف تنوعٌ في التعريفات، كالتعريف الإجمالي والتعريف بالمثال والتعريف بالضد.

ولو نظرنا في غير القرآن والسنة، فإنّ الكتب المختصرة الميسرة انتشرت انتشاراً واسعاً فاستفاد منها العوام والخواص.

وأصبحت كتب العلماء المختصرة الميّسرة متوناً تشرح كتابة ومشافهة.

ومع أنّني كرّرت دراسة مناهج البحث الحديثة في فنلندا بعد دراستها في المدينة إلا أنّني لا أتقيّد بها، وذلك لأنّ منفعة تفاصيلها حسب الحاجة إليها.

فمناهج البحث الحديثة جيّدة في شكلها ومضمونها، بدءاً بالمستخلص والمقدّمة والمحتوى الفعلي ونهايةً بالخاتمة والفهارس المتنوعة.

وبالمثال يتضح المقال؛ تعريف الماء بأنّه مادة سائلة لا لون لها ولا رائحة ولا طعم ولا شكل، لا يحتاجه كل الناس، فهو مفيد مثلاً في الدراسات الفيزيائية والكيميائيّة وبعض تطبيقاتها.

ولذا يُقال فسّر الماء بعد الجهد بالماء.

ورأيت من يفسّر كلمة مألوفة بكلمة غريبة! لا لشيء إلا لتقيّده أو تقيّد مشرفه الحرفي بمناهج البحث التي قد يفهمون أنّها تلزم بتعريف كلّ كلمة مهمّة في البحث لغةً واصطلاحاً.

وأحرص ولله الحمد والمنة على المراجعة المستمرة لما أكتب ما بين وقتٍ إلى آخر.

وكلما راجعتُ شيئاً بعد أيام أو أشهر أو سنوات وجدتُ ما يحتاج إلى زيادة شرح أو إعادة ترتيب أو تصحيح عبارة أو تصحيح خطأ ونحو ذلك.

وهذا مما زادني يقيناً بأنَّ الله جل ثناؤه أبى أن يُتمّ إلا كتابه.

أسأل الله تعالى أن ينفعني وجميع القراء بما نكتب ونقرأ ونقول ونسمع.

من أنا؟

الاسم: عمر عبداللطيف محمد نور
تاريخ الميلاد: ٣ جمادى الثاني ١٣٩٠هـ الموافق ٦ أغسطس١٩٧٠م.
التعليم: ١. الإجازة العالية من كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ١٤١٧هـ الموافق ١٩٩٦م.

٢. بكالوريوس هندسة تقنية معلومات بفنلندة ١٤٣٠هـ الموافق ٢٠٠٩م.

٣. ماجستيرفي الدارات المتكاملة (الشرائح الإلكترونية الرقمية)، جامعة لوند بالسويد.

تخصصات كلية الشريعة: الفقه وأصوله وقواعده، والسياسة الشرعية، والقضاء.

من مشايخ الجامعة: الشيخ عبدالرحمن بن صالح محيي الدين حفظه الله.
الشيخ محمد بن خليفة التميمي حفظه الله.
الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله.

من مشايخ الفترة الجامعية: الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله

الشيخ أبوبكر بن جابر الجزائري رحمه الله

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

اللغات: العربية والإنجليزية.
المدونة: https://omernour.blogspot.com ، في المدونة بحوث ومقالات في مسائل شرعية ومعرفية.

وسائل تواصل

المراجع

[١] مجموع رسائل ابن حزم » التقريب لحد المنطق (ج٤/ص١٠٣).