ضابط مفطرات الصوم الاختيارية

الرجوع إلى قسم مسائل وأحكام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين.
المفطرات التي يفعلها الإنسان باختياره عدا الردة وما يتعلق بنية الصوم قسمان؛ منصوص عليها، ومقيسة على المنصوص عليها.
المنصوص عليها قسمان؛ مجمع عليها ومختلف فيها.
المجمع عليها مما ورد فيه النص من المفطرات هي؛ الأكل والشرب والجماع والقيء عمداً.
وأما المختلف فيه مما ورد فيه نص فهو الحجامة.
ورد في القيء عمداً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن ذَرَعَهُ القَيْءُ وهو صائِمٌ فلَيسَ عليه قَضاءٌ، ومَنِ اسْتَقاءَ فلْيَقْضِ)، صححه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الجامع ٦٢٤٣.
وأما الحجامة فورد فيهما ما يدل على أنها من المفطرات؛ عن شداد بن أوس أنه مرَّ مع رسولِ اللهِ ﷺ زمَنَ الفتحِ على رجلٍ يحتجمُ بالبقيعِ لثمانِ عشرةَ خَلَتْ من رمضانَ فقال: (أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ)، علي بن المديني؛ صحيح، تنقيح تحقيق التعليق (ج٢/ص٣١٩).
ولكن الحديث السابق معارض بحديث لا شك في صحته وهو؛ عن عبدالله بن عباس أنَّ النبيَّ ﷺ (احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صائِمٌ)، صحيح البخاري ١٩٣٨.
والأحوط عند الخلاف ترك الحجامة في نهار رمضان.
وأما المقيس على المفطرات المنصوص عليها؛ فيقاس على الحجامة التبرع بالدم، وأجاز بعض العلماء أخذ الدم للتحليل.
وأما ضابط المقيس على الأكل والشرب، فلعل الصحيح أن له ضابطان:
1. وصول شيء إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف.
عن لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بالغْ في الاستنشاقِ إلا أن تكون صائمًا) صححه الألباني، إرواء الغليل ٩٣٥.
2. الأشياء التي يستغنى بها عن الأكل والشرب في نهار رمضان، كالحقن الوريدية المغذية.
ومجرد تذوق شيء بالفم لايفطر كالسواك ولو كان بالمعجون، وذلك لأن الصائم يتوضأ ويتذوق طعم الماء.
والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
الأحد 1 رمضان 1440ه، 5 ما يو 2019م
pdf
الرجوع إلى قسم مسائل وأحكام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق