ما هو التحزب المذموم؟

الرجوع إلى قسم سؤال وجواب
السؤال؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله في جهودكم ونفع بعلمكم، لوبينتم لنا حكم الإنتماء إلي الجماعات السلفية؟ وهل التحزب مذموم من وكل وجه؟بارك الله فيك.
الجواب؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيك بارك الله.
كلمة الحزب تحمل معنى الولاء والبراء، وهما سبب الغلبة لما فيهما من تناصر أهل الحق على مخالفيهم؛ {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
وفي الآية معنى البراء من الكافرين، لأن سابقتها حصرت الولاء بأداة الحصر "إنما" حصراً حقيقياً؛ {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعونَ} [المائده:  ٥٥].
فالحزب هو الجماعة التي يُعقد على مميزاتها ولاء وبراء.
ولذا وردت كلمة الحزب على سبيل المدح إذا كان الولاء فيه على الحق وكان البراء ممن خالف الحق البين.
وورد ذم التحزب إذا كان التشيع والولاء سبباً لتفريق المؤمنين؛ {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
ولذا فإن علماءنا المعاصرين يذكرون كلمة التحزب على سبيل الذم.
ومن التحزب المذموم ما كان على مسائل دقيقة خفية حتى ولو جزم بها بعض أهل العلم، وذلك بالمعاداة والموالاة عليها، أو أن يكون الولاء على الالتقاء الشكلي لا على أصول أهل السنة والجماعة التي التقى عليها أهل التنظيم أو جماعة المسجد أو تلاميذ الشيخ ونحوهم.
وأصل ضلال الخوارج هو عقدهم الولاء والبراء على آرائهم وتكفيرهم الصحابة والمُسلمين بمخالفتها واستحلالهم الدماء والأعراض والأموال بمخالفتها وتفريق جماعة المُسلمين بها، مع أن أوائلهم لم يخالفوا في أصل عظيم من أركان الإيمان والإسلام.
وأما الولاء على أصول منهج أهل السنة والتمايز عن أهل البدع، فليس هو من التحزب المذموم في شيء، ولكن وفق القواعد وما جرى عليه علماء أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً.
وللتفريق بين التحزب والعمل الجماعي المنظم: مدونتي » إصلاح » حكم قيام جماعة دعوية.
والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
pdf
الرجوع إلى قسم سؤال وجواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق