النية في شرك الوسطاء والشفعاء

الرجوع إلى قسم سؤال وجواب
السؤال؛ شيخنا نجد بعض أئمة الضلال من المتصوفة يمنع القول بالشرك علي تعبد المتعبد من الذين يدعون غير الله ويرجون ينفعهم ويخافون ضرهم احتجاجاً بحديث إنما الأعمال بالنيات، فقلت له إذاً جعلت الإيمان معرفة فقط، مع أن الشيخ صالح آل الشيخ ذكرها في كشف الشبهات علي أنهم فقط جعلوها وسائط بينهم وبين الله وإن كانو لا يجعلونها ترزق وتخلق استغلالاً، أريد التعليق علي حجتهم بحديث انما الاعمال بالنيات؟
الجواب؛ الأصل اعتبار النيات في كل شيء، وتُستثنى العقود غالباً كالطلاق مع تفصيلات فيه، ويُستثنى ما يستلزم استلزاماً جلياً بدهياً فساد النية بمجرد العمل.
واستلزام الكفر الصريح والشرك الصريح لفساد النية بدهي بعد إقامة الحجة في مثل هذه المسائل.
فللقلب محبة وبغض، ورضا وإباء، وصدق ونفاق، وتعظيم واستهانة، واطمئنان وشك، وانقياد وإعراض، وخضوع واستكبار.
والكفر الصريح هو الذي لا يحتمل الأصغر في ذاته مثل إنكار معلوم من الدين بالضرورة، فمعاونة مشركين على المُسلمين مثلاً كفر يحتمل الأصغر والأكبر حسب النية.
والشرك الصريح هو الذي لا يحتمل أن يكون من الشرك الأصغر، فتعليق التمائم مثلاً شرك يحتمل الأصغر والأكبر حسب النية.
وتقريب القرابين للآلهة الباطلة والسجود لها مثلاً لتشفع لعبادها في قضاء حاجات الدنيا أو لنجاتهم في الآخرة شرك صريح، وفساد النية فيه هو بمثل تعظيم المخلوق وعبادته وإباء الشرع والاستهانة به والإعراض عنه والاستكبار عن اتباعه ونحو ذلك.
واتخاذ المقبورين والآلهة الباطلة وسائط وشفعاء بهذه الطريقة شرك في التشريع، والشرك في التشريع شرك في الربوبية لما فيه من إعطاء غير الله سبحانه وتعالى صفة خاصة بالخالق سبحانه وتعالى، وهو شرك في العبادة أيضاً لما فيه من طاعة الشركاء فيما يخالف أمر الله تعالى أو فيما لم يأذن به الله تعالى على وجه الاعتقاد والتدين.
والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
pdf
الرجوع إلى قسم سؤال وجواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق