نظرية الانفجار الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

فتق السماوات والأرض

قال الله تعالى ذِكرهُ: {أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ} [الأنبياء: ٣٠].
ما توصل إليه العلم الحديث من أن الكون كان كتلة واحدة موافق لمعنى هذه الآية المأثور عن ابن عباس رضي الله عنهما، فإذا صح تأويله وصح ما توصل إليه العلم الحديث، فإن هذه الآية المتلوة تُعد آية علمية كونية تدل على صدق الله عز وجل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرتق هو اللحم واللصق، والفتق هو الفصل، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كانتا ملتصقتين، فرفع السماء ووضع الأرض) [1].
وورد عن عكرمة وعطية رحمهما الله تعالى: (كانت السماء رتقاً لا تمطر والأرض رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات) [2].
وهذان التفسيران مقبولان علمياً في العصر الحديث، ومن قواعد التفسير أن الآية إذا احتملت عدة معانٍ صحيحة غير متعارضة فإنها تُحمل عليها جميعاً.

الفرضية والنظرية والحقيقة

درجات الثبوت والإدراك في علوم الطبيعة هي؛ الفرضية ثم النظرية ثم الحقيقة، وهي أشبه بالوهم والظن واليقين عند علماء أصول الفقه، إلا أن علماء الأصول أضافوا إلى درجات الإدراك؛ الشك والجهل البسيط والجهل المركب، فمجمل درجات الإدراك ست عند الأصوليين.
الفرضية أدلة ثبوتها غير كافية، فهي أشبه بالوهم عند الأصوليين إلا أن الفرضية لا تزال في طور الدراسة، والنظرية لها من الأدلة ما يكفي لاعتبارها مقبولة علمياً وهي أشبه بالظن عند الأصوليين، والحقيقة ما ليس فيها احتمال خطأ ولو كان يسيراً جداً وهي مثل اليقين عند الأصوليين.

الحقائق النسبية والمطلقة

الحقائق في علوم الطبيعة نسبية وليست مطلقة، وهي نسبية من وجهين؛ الأول؛ لا يُلتفت إليه في هذه العلوم، وهو النسبة إلى ما هو خارج حدود حواس البشر وقدرة آلاتهم، والثاني؛ معروف في علوم الطبيعة، وهو النسبة إلى إطار مرجعي معين أو النسبية في إطار معين.
مثال متعلق بنظرية الانفجار الكبير للنسبية لما هو خارج حدود حواس البشر؛ الاعتراض على توسع العالم بسؤال؛ فيم يتوسع العالم؟ فعلماء الطبيعة يقولون في لا شيء، ويقصدون بلا شيء باللَّامكان ولا زمان ولا مادة ولا طاقة، وهذا أمرٌ يستحيل فهمه على البشر.
فهذا السؤال الاعتراضي لا يُعد علمياً مادياً، فلا أثر له في النظريات والحقائق الطبيعية، ولكنه سؤال علمي يدل على أن علوم البشر محدودة، وهو سؤال لا يتعارض مع علوم الطبيعة المادية لأنها تؤكد محدودية حواس البشر وآلاتهم.
النقاش العلمي المقبول في علوم الطبيعة المادية حول توسع الكون يكون مثلاً بالتحدث عن فرضية الضوء المتعب كبديل لمفهوم توسع الكون حسب الملاحظ المحسوس وتفسيره المنطقي العلمي المادي.
علماء الطبيعة يسمون إدراكهم لبعض المفاهيم حقائق مع علمهم بأنَّ حواسهم وقدرات آلاتهم محدودة، وأن معرفتهم بها نسبية، ويعرفون أنها حقائق بالنسبة لإطار مرجعي معين، وليست حقائق مطلقة، للمزيد؛ مدونتي » ثقافة ومعارف » أيهما أصدق، التحليل السليم أم الحس العام؟.
النقاش في الإطار المحسوس هو النقاش العلمي المقبول في علوم الطبيعة المادية المبنية على التجربة والملاحظة، وبالتالي فهي لا تخرج عن المحسوس، فالتجربة ليست إلا للإحساس تحت ظروف يتم التحكم فيها، فهذه العلوم فيها شيء من الانفصال عن العقائد سواءٌ كانت إلحاداً أو إيماناً.
فعلوم الطبيعة لا تعتني بعلم نظري لا يفيد في التطبيق العملي في حياة الناس الدنيوية، والنظري المفيد في علوم الهندسة والعلوم التطبيقية هو ما كان في إطار التجربة والإحساس.
ومما سبق يُمكن تقسيم العلوم إلى علوم مادية تُعرف بالتجربة والمُلاحظة، وعلوم غير مادية تعرف بما يدل عليه الإحساس والمشاهد مما وراء الطبيعة.
وكما أن في العلوم المادية ما ثبت بتحليل غير المرئي بأثره المحسوس مثل موجات الراديو (الكهرومغنطيسية)، فإن ما وراء العالم من مثل وجود الخالق سبحانه وتعالى وقدرته على كل شيء يدل عليه المحسوس المشاهد.
وفي هذا المقال بيان محدودية فهم البشر للمفاهيم الفيزيائية الأساسية؛ الزمن والمكان والطاقة والمادة، فلا يمكن فهمها إلا بنسبة بعضها إلى بعض.
فلا يمكن فهم مكونات الطبيعة الأساسية فهماً مطلقاً إلا بملاحظتها وإجراء التجارب عليها من خارجها (خارج الكون)، وهذا مستحيل لأن البشر أنفسهم مادة ولديهم طاقة ومحدودون بزمان ومكان، ولأنه لا سبيل لهم للخروج من هذا العالم المحسوس.
ونقاشي للنسبية خارج إطار المحسوس ليس المقصود به إثبات نظرية أو حقيقة مادية، وإنما المقصود به بيان محدودية علوم البشر.
وفي هذا رد على الملاحدة الذين يؤمنون بتجارب البشر ودراساتهم وكأنها حق مطلق، والمغرورون بعقولهم وكأنها مطلقة، هذا مع ادعائهم بأن كل شيء نسبي.

الخلط بين النظريات والحقائق

أكثر ما يسميه عوام الناس حقائق علمية هو نظريات وليس حقائق عند علماء الطبيعة، وأعني بالحقائق هنا الحقائق النسبية لما هو محسوس وليس الحقائق المطلقة التي ليس للبشر سبيل لمعرفتها إلا بالوحي.
ولكن النظريات قد تحوي حقائق جزئية، فالنظرية إِنِّما سميت بذلك لأنَّ لها من الأدلة ما يرقى بها من مستوى الفرضية إلى مستوى النظرية، ولكنها لا تُسمى حقيقة علمية.
ولهذا فإن نظرية الانفجار الكبير حوت مفهومان وردا في تفسير آية من كتاب الله عز وجل، وهما؛ أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين ثم انفصلتا، وأن الأرض لم تكن تنبت والسماء لم تكن تمطر.
ولكن نظرية الانفاجر الكبير بمجملها وكل تفاصيلها تُعد نظرية عند علماء الطبيعة وليست حقيقة علميَّة كما يتوهم كثيرٌ ممن يجهل حقائق هذه العلوم، ومن تلك التفاصيل التي لم تثبت زمن خلق الأرض.

تعديل النظريات أو إلغاؤها

النظريات قد تُعدل أو تُلغى، وغالباً ما تُعدل فقط، ولكن التعديل قد يؤدي إلى تغير كامل في مفاهيم أساسية أو التي تفسر الطبيعة تفسيراً مطلقاً كما يقول بعض الفيزيائيين، ولكن في الحقيقة لا يوجد تفسير مطلق للطبيعة لمحدودية علم البشر كما هو موضح تحت عنوان نسبية المفاهيم الفيزيائية الأساسية.
فمثلاً؛ قوانين نيوتن للحركة والسكون غير صحيحة كقوانين فيزيائية عامة، ولكنها صحيحة في حيز معين وهو الأجسام الكبيرة، وفي الحقيقة كل المفاهيم البشرية للطبيعة نسبية وفي إطار أو إطارات مرجعية معينة كما هو موضح تحت عنوان؛ نسبية المفاهيم الفيزيائية الأساسية.
فقوانين نيوتن لا تزال تستخدم لأنَّ تعديلات الفيزياء الحديثة لا حاجة إليها إلا في الفيزياء النووية والجسيمات المتناهية في الصغر والمجرات الضخمة البعيدة.
ومثال آخر؛ نظريتا حفظ الطاقة وحفظ المادة استبدلتا بنظرية حفظ الطاقة-المادة، ومن ذلك تفجير الذرة وتحويل مادتها إلى طاقة هائلة.
ولكن لا تزال نظرية حفظ الطاقة ونظرية حفظ المادة تُستخدم في بعض المجالات مثل التفاعلات الكيميائية والطاقة المرتبطة بالأجسام الكبيرة كالطاقة الكهربية التي تتحول إلى ضوئية وحرارية وحركية وصوتية، فهذان القانونان صحيحان في حيز معين ولكن لا يصلحان كقوانين فيزيائية عامة تُفسر الطبيعة.

أدلة نظرية الانفجار العظيم

نظرية الانفجار الكبير تعد نظرية لسببين؛ الأول؛ أدلتها لا ترقى بها أو بكل تفاصيلها إلى مستوى الحقيقة، الثاني؛ بعض الظواهر الطبيعية لم يتم تفسيرها، وتفسير هذه الظواهر قد يؤدي إلى تعديل النظرية إذا لم يؤدِّ إلى إلغائها بالكلية.
والاستعجال في تسمية مفاهيم علمية إعجازاً قد يؤدي إلى التشكك في الإسلام عند تعديلها أو إلغائها بالكلية.
يمكن إجمال أدلة نظرية الانفجار الكبير في ثلاثة أدلة، أقواها عند أصحاب هذه النظرية هو؛ الخلفية الميكروموجية الكونية المتبقية من آثار الانفجار الكبير، وهو الدليل الذي حولها من فرضية إلى نظرية في المجتمع العلمي الحديث.
والدليل الثاني؛ توسع الكون المستنتج من مشاهدة ظاهرة الانزياح الأحمر للنجوم والمجرات البعيدة، وهذا أول دليل أدى إلى افتراض هذه النظرية.
والدليل الثالث؛ وفرة العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهيليوم في العالم بنسب معينة مما يدل على أن الكون كان كتلة واحدة وأنها أول العناصر تكوناً.
وفي عام 2014م تم رصد موجات الجاذبية التي يعتقد أنها ولدت بعد نشوء المادة في بداية الكون، وهي التموجات في النسيج الزمكاني التي صاغها ألبرت أينشتاين في نظرية النسبية العامة، إلا أن العلماء اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الموجات كانت بسبب الغبار في المجرة وليس بسبب مادة الكون المبكر.

الخلفية الميكروموجية الكونية

أما أقوى دليل للنظرية فوجه دلالته من جهتين؛ الأولى أن هذه الخلفية الإشعاعية منتظمة في كل الفضاء مع تأرجحات قليلة مما جعل أصحاب النظرية يستبعدون احتمال مصدر آخر لها.
فالمصدر الوحيد المعروف عند أصحاب هذه النظرية لهذه الخلفية الإشعاعية الكونية هو أنها ناتجة عن تمدد موجات الضوء التي كانت تنتظم العالم الصغير في مرحلة من مراحل تكون الكون تُعرف بمرحلة إعادة التركيب.
ومرحلة إعادة التركيب هي مرحلة اكتمال تكون ذرات متعادلة للهيدروجين، وفي تلك المرحلة حدثت قدرة الفوتونات على التنقل بحرية مما أدى إلى ظهور أول إضاءة انتظمت كل الكون الصغير نسبياً.
إضافة إلى ما سبق فإن هذه الخلفية كانت مفترضة بناءاً على نظرية الانفجار العظيم، وذلك قبل رصدها لأول مرة عام 1964م بالصدفة، ويرى البعض أن هذه الخلفية أكدت تفوق نظرية التوسع والتمدد على نظرية الضوء المتعب.
الجهة الثانية من دلالة الخلفية هي أن قوانين فيزياء الكم أظهرت ملاءمة كبيرة بين تلك التأرجحات الطفيفة وعالم اليوم بناءاً على أنه كان كتلة واحدة صغيرة توسعت إلى حجم عالم اليوم، وتمكن علماء الطبيعة من خلال هذه التأرجحات حساب نسب مقادير بنية الكون؛ المادة الباريونية والمادة المظلمة والطاقة المظلمة.
خريطة حرارة السماء عام 1989م أظهرت تأرجحاً في درجة حرارة الخلفية، وفي سنة 2013م تم تصوير أدق للخلفية بالقمر الصناعي بلانك الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية.
صورة الخلفية الإشعاعية الكونية عام 2013، وكالة الفضاء الأوربية 

الانزياح الأحمر

الدليل الثاني هو الأقدم وهو توسع الكون، وهو مبني على مشاهدة ظاهرة الانزياح الأحمر، وظاهرتي الانزياح الأحمر والانزياح الأزرق تُعرفان بتأثير دوبلر؛ فعندما يبتعد مصدر الضوء الأبيض عن المشاهِد بسرعة عالية يظهر الضوء بلون أحمر، وعندما يسرع مصدر الضوء الأبيض مقترباً من المشاهِد يظهر بلون أزرق.
بناءاً على دراستي الهندسية افترضتُ أن ظاهرة الانزياح الأحمر يمكن أن تكون بسبب أن درجة ضعف الموجات الأقصر من الأحمر أكثر من درجة ضعف الأحمر، وسبب ذلك هو أن موجة الأحمر هي أطول موجات الضوء المرئي.
وسألتُ أكثر من أخ مختص بعلوم الفيزياء ومنهم مختص بعلم الكونيات الكمي عن مدى صحة هذه الفرضية فلم أجد إجابةً، ثم وجدت بالبحث أن هذه الفرضية افترضت عام 1929م، وأنها سميت بفرضية الضوء المُتعب، وأنها لم تُقبل في المجتمع العلمي، ولكن يبدو لي أنه لا يوجد ما يمنع من إعادة النظر فيها.

إضافة حديثة

أضفتُ إلى هذا المقال بتاريخ 11 ذو الحجة 1441ه، الموافق 1 أغسطس 2020م ما يلي
وجدت مقالاً قبل يومين بعنوان؛ الضوء المتعب تنفي الانفجار العظيم، وهو عبارة عن ورقة علمية أعدت سنة 2013م، ونشرت باللغة الإنجليزية في الرابط السابق بتاريخ 31 أغسطس 2018م.
نظرية الضوء المتعب إذا ثبتت ليس فيها إثبات أزلية العالم ولا عدم محدوديته كما زعم صاحب البحث العلمي، فكل ما فيها عدم العلم بكيفية بداية العالم وحدوده، وعدم العلم بالشيء ليس علماً بالعدم.
ومع أنني كنت قد افترضت هذه الفرضية ثم عرفت أنها افترضت عام 1929م، إلا أنني لأول مرة أعرف من خلال هذا البحث أن هذه الفرضية يمكن أن تُفسِّر الخلفية الميكروموجية الكونية، ويَعُد أصحاب نظرية الانفجار العظيم هذه الخلفية أقوى دليل على صحة النظرية.

ظواهر لم تُفسر

أما الظواهر الحديثة التي لم تُفسر والتي قد يؤدي تفسيرها إلى تعديل نظرية الانفجار الكبير، فمنها عدم معرفة سبب وجود المادة المُضادة بنسب قليلة جداً في عالم اليوم.
والمادة المضادة تختلف عن المادة في الشحنات الكهربية وتتفق معها في الخصائص الفيزيائية، وعند التقاء المادة المُضادة بالمادة يُبيد كل منهما الآخر مع إطلاق طاقة.
وسبب افتراضهم وجود المادة المُضادة والمادة بنسب متساوية في بداية الكون هو علمهم بأنه لا يمكن وجود طاقة من غير مادة، فالطاقة لها علاقة بالشغل، ولا يوجد شغل من غير مادة.
ومن الظواهر التي لم تُفسر ما يسمى بالطاقة المُظلمة، فحسب النظرية كان الكون يتوسع بسرعة هائلة جداً في بداية تكونه، وأن هذه السرعة يفترض أن تتناقص بسبب قوة الجاذبية بين مادة الكون كالمجرات والنجوم.
ولكن الملاحظات وتحليل نتاجئها دلت على أن الكون ما زال يتوسع بتسارع، ولا زالت تلك القوة مجهولة المصدر، ولذا سميت مظلمة.
وعلماء الطبيعة لا يعرفون سبب الانفجار الكبير، والتفرد الأولي هو مجرد نموذج رياضي افتراضي لا دليل عليه، فكيف يعرفون مقدار الطاقة الأولية بعد التفرد الأولي؟ ولا يوجد أثر قبل مرحلة ما يُسمى بإعادة التركيب يمكن منه معرفة مقدار الطاقة الأولية.

زمن خلق السماوات والأرض

ليس بعزيز على الله عز وجل أن يخلق السماوات والأرض في ستة أيام من العدم، قال الله جل ثناؤهُ: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس: 82].
وسبق أن نظرية الانفجار الكبير تحوي مفاهيم واردة في معاني القرآن، منها أن السماوات والأرض كانت كتلة واحدة ثم فُصلتا، وسبق أن الانفجار العظيم بمجموعه نظرية وليس حقيقة علمية ثابتة، وأن في النظرية ما يوجد اعتراض عليه أو ما لم يتم تفسيره.
دلت النصوص على أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وهي إما الأيام المُعتادة أو أن يكون اليوم بمقدار ألف سنة كما ورد ذلك عن بعض السلف.
وعلى افتراض صحة حساب زمن خلق الكواكب والنجوم في نظرية الانفجار العظيم، فإن من المعلوم علمياً أن إدراكنا للزمن نسبي، وبالتالي فحسابنا لزمن خلق الكواكب والنجوم نسبي.
وآخر ما توصل إليه علماء الطبيعة في نسبية إدراكنا للزمن: النسبة إلى سرعة الضوء حسب نظرية النسبية الخاصة لأنشتاين، فزمن المتحرك بسرعة الضوء صفر نسبةً إلى جسم ثابت نسبياً إلى المتحرك بسرعة الضوء.
وواضح لمن تأمل أن هذه النسبية الخاصة صحيحة في إطار ما ندركه بالضوء المرئي وغير المرئي كموجات الراديو، وأنها لا تصح في كل الإطارات، فربما يكون مرجع الزمن المذكور في خلق السماوات والأرض  في القرآن شيء مخلوق متحرك لم تدركه حواسنا بعد.
قال الله تعالى ذكرهُ: {قُل أَئِنَّكُم لَتَكفُرونَ بِالَّذي خَلَقَ الأَرضَ في يَومَينِ وَتَجعَلونَ لَهُ أَندادًا ذلِكَ رَبُّ العالَمينَ ౦ وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ مِن فَوقِها وَبارَكَ فيها وَقَدَّرَ فيها أَقواتَها في أَربَعَةِ أَيّامٍ سَواءً لِلسّائِلينَ ౦ ثُمَّ استَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرضِ ائتِيا طَوعًا أَو كَرهًا قالَتا أَتَينا طائِعينَ ౦ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَ‌ٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 9-12].
فخلق الأرض في يومين، وإرساء الجبال فيها ومباركتها وتقدير أقواتها في يومين، فمجموع أيام خلق الأرض وما فيها من جبال ومباركتها وتقدير أقواتها أربعة أيام، وخلق السماوات السبع في يومين، فكان خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
كان مقدار الطاقة في مرحلة إعادة التركيب فرضية مبنية على ما يتطلبه اكتمال تكون عنصر الهيدروجين من طاقة فيما يسمى بمرحلة إعادة التركيب، وزعم أصحاب نظرية الانفجار العظيم أن رصد الخلفية الإشعاعية الكونية أكد مقدار تلك الطاقة.
على افتراض صحة ما سبق، فقد بحثت هذه المسألة فوجدت أن علاقة مقدار الطاقة وتغير درجة حرارة الخلفية هو مع حجم العالم مباشرة وليس مع الزمن، فعلاقتها مع الزمن ومعدل توسع الكون غير مباشرة.
وطريقة حساب درجة حرارة الخلفية الإشعاعية الميكروموجية الكونية مبنية على تمدد طول الموجة في مكعب، وتمدد طول الموجة يعتمد على زيادة طفيفة في حجم المكعب، وهذا يعتمد بدروه على حجم العالم الافتراضي في تلك المرحلة مقارنة بحجمه الافتراضي اليوم.
فحساب درجة الحرارة اليوم هو بحاصل قسمة درجة الحرارة المفترضة في مرحلة إعادة التركيب على الإزاحة زائد واحد، ودرجة الحرارة المفترضة في مرحلة التركيب هي 3000 كلفن، والإزاحة هي 1100 عند مرحلة التركيب، فدرجة حرارة الخلفية الحالية هي حوالي 2.75 كلفن.
والنموذج الرياضي تبسيط للحقيقة بحذف غير المهم في حساب الظاهرة، ولكن لما لم يكن بالإمكان دائماً تضمين كل المهم أو حذف كل غير المهم، فإن النموذج الرياضي قد تكون فيه نسبة من الخطأ ولو قليلة جداً.
والنظريات والحقائق قد تُبنى على عدة نماذج رياضية تفيد مجتمعة الظن الغالب أو اليقين، ووجود خطأ قليل في عدد من النماذج قد يؤدي إلى زيادة نسبة الخطأ فيما يتطلب أكثر من نموذج من نظريات.
ولكن الكلام هنا ليس عن خطأ في النموذج الرياضي، وإنما عن أنَّ نموذج حساب درجة حرارة الخلفية الإشعاعية الكونية لا يعتمد على الزمن، فالخلفية الموجية الكونية تدل على صحة تصور حجم الكون في مرحلة إعادة التركيب وحجمه الحالي لا على معدل التسارع، فدرجة الحرارة تتناسب طردياً مع مقدار الطاقة في وحدة الحجم.
ومما يؤكد عدم دقة حساب الزمن أن العلماء وجدوا أن معدل توسع الكون الحالي يزيد بنسبة خسمة بالمائة عن المعدل المفترض، وذلك بتحليل الخلفية الإشعاعية الكونية باستخدام عوامل كونية مبنية على المقبول علمياً من نظريات فيزيائية كونية، وقد ذكر العلماء أن هذا يعود إما إلى خطأ في حساب معدل توسع الكون حالياً أو في حساب الخلفية الإشعاعية الكونية أو خطأ في تصويرها مع حذف غير المرغوب فيه من إشارات.
ومن قال من السلف أن كل يوم من خلق السماوات والأرض كألف سنة بحساب أيام الأرض استند على قول الله جل ثناؤه: {يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ} [السجدة: ٥].
وذلك على أن جملة يدبر حالية بمعنى مدبراً، فهذه الآية تلت قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكلّ يوم من هذه كألف سنة مما تعدّون أنتم) [3].
والأصل حمل الكلام على ظاهره العرفي ثم اللغوي ثم المجاز، فلا يُعدل عن الظاهر إلا لدليل أو قرينة، وهذا ما جرت عليه العادة في كل اللغات، كما لو قلت مثلاً الحاسب الآلي والآلة الحاسبة؛ فما يتبادر منهما هو المعنى العرفي الاصطلاحي.

نسبية المفاهيم الفيزيائية الأساسية

ما نعرفه من تعريف الزمن هو نسبة للمادة أو نسبة للحركة أو نسبة للتغيُّر، ففي النظرية النسبية الخاصة يمكن أن يكون الزمن صفراً إذا كان الجسم متحركاً بسرعة الضوء ولكن اعتبار الزمن صفراً هو بالنسبة إلى جسم ثابت.
فكيف عرفنا مقدار زمن الخلق ومعدل تسارع الكون؟ نسبة إلى ماذا؟ وهذا السؤال الفلسفي له علاقة بالمحسوس، فالسؤال عن النسبة في إطار المحسوس وليس فقط في إطار غير المحسوس.
وعلماء الطبيعة الحقيقيون يدركون أن فهمهم لقوانين فيزياء العالم محدود، والسبب في ذلك هو ما سبق من أن معرفتنا بالمفاهيم الأساسية لمكونات الطبيعة؛ الطاقة، والمادة والزمن والمكان نسبية بنسبة بعضها إلى البعض وليست معرفة مطلقة.
وهذا يقودنا إلى نقاش علمي غير مادي، ولذا لا أقصد به إثبات حقيقة أو نظرية على قواعد علم الطبيعة المبنية على الملاحظة والتجربة، وإنما أقصد به بيان أن الحق المطلق هو في الوحي المنزل من عند الله تعالى وليس في المعارف البشرية المحدودة.
فالبشر لا يدركون المادة، والطاقة، والزمان، والمكان إدراكاً مطلقاً دون نسبتها لبعضها، ففهمنا للمكونات الأساسية للطبيعة نسبي.
فهمنا للزمن نسبي مرتبط بالمادة، فالليل والنهار ينتجان عن دوران الأرض حول محورها، والأرض مادة والشمس مادة، وكذلك فهمنا للأشهر والسنين، وحتى حسابنا للزمن هو عبر المادة.
قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ الله ذَ‌ٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (والليل والنهار وسائر أحوال الزمان تابعة للحركة؛ فإنَّ الزمان مقدار الحركة؛ والحركة قائمة بالجسم المتحرِّك) [4].
وتوقف تعريف شيء على شيء آخر يحتاج إلى تعريف يسمى بالدور لأنه ليس بتعريف. 
ومشكلة الفلاسفة ظنهم بأن فهمهم مطلق، هذا مع قولهم؛ كل شيء نسبي، فعقولهم محدودة مخلوقة، وليس بمقدورها فهم الحقائق فهماً مطلقاً، إذ لو أمكنها ذلك لتمكنت من الخلق من عدم، وهذا مستحيل.
وأما من يهتدي بالوحي فهو يعلم علم اليقين أننا كبشر لن نعدوا قول الله عز وجل: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، [الإسراء: 85].
وفي تعريف المادة والكتلة دور لاعتماد تعريف كل منهما على الآخر، فتعريف المادة في الفيزياء القديمة هو؛ كل شيء يشغل حيزاً وله كتلة، والكتلة هي مقدار ما يحتويه الجسم من مادة.
وفي التعريف الحديث للمادة والكتلة دور ونقص، وهو المبني على النسبية الخاصة، فيمكن تعريف المادة بناءاً على قانون E = mc2 بأنها إشعاعات كثيفة محصورة، والطاقة إشعاعات متناثرة غير محصورة.
فالكتلة يمكن أن تعرف بناءاً على ذلك بأنها مقدار ما تحتويه الإشعاعات المحصورة من مادة، وهذا دور، وفي التعريف نقص لأنه لا يمكن معرفة أن الفوتون (المكون للإشعاعات) ليست له كتلة إلا من قبيل التوافق على التعريف.
وهذا النقاش العلمي (غير الطبيعي المادي) يقودني إلى نقاش وجود الجزيئيات مثل الإلكترون في مكانين مختلفين في نفس الوقت كما قد يتوهم غير المختص في علم فيزياء الكم، فهذا مبني على أن حواسنا وآلاتنا محدودة، وعلماء الكم يقولون بأننا لا ندري حقيقة أمر الجزيئيات المتناهية في الصغر قبل كشفها أو ضبطها بآلاتنا.
مما لا يمكن تفسيره مادياً من نظرية الانفجار الكبير قولهم بأن العالم عند الانفجار الكبير كان طاقة فقط، فلا يمكن قيام حرارة ولا أي نوع آخر من أنواع الطاقة بنفسها دون مادة، إذ لابد من وجود غاز أو نحوه من المواد لوجود حرارة، والطاقة الحركية مثلاً لا يمكن تصورها من غير جسم متحرك.
ووصفهم غير المحصور من الإشعاعات كالضوء والموجات الكهروماغنطيسية عموماً بأنها طاقة يمكن رده فلسفياً -مع أن هذا النقاش قد لا يُفيد تطبيقياً وذلك لتعارفهم على تعريف الكتلة بما يُخرج منها الفوتونات-، وذلك لأن فوتونات الكهرومغنطيسية لا تُفلت من جاذبية الثقب الأسود، ولكنها تغير ترددها فقط.
فمع توافق علماء الطبيعة على أن الفوتونات لا كتلة لها بتعريف يفرقون به بين الموجات الإشعاعية التي يعتبرونها طاقة والمادة؛ إلا أن القول بأن للفوتونات كتلة ممكن من الناحية الفلسفية المحضة، وذلك لو قيل بأنَّ كل ما يتأثر بقوة الجاذبية له كتلة، ولا يمكن نفي أن الفوتون يشغل حيزاً من الفراغ.
فلا يمكننا كبشر محدودي العلم أن نتصور مادة من غير طاقة ولا طاقة من غير مادة، ولهذا فإن القانون المقبول علمياً ينص على حفظ المادة-الطاقة كما سبق، والمعنى أن الطاقة تتحول إلى مادة والمادة إلى طاقة ولا تفنيان ولا تخلقان من العدم.
وتفسير وجود طاقة فقط بوجود المادة المضادة بنسب تساوي المادة غير ثابت لجهل العلماء سبب وجود المادة بنسبة أكثر من المادة المُضادة في عالم اليوم.
ومن الأسئلة الفلسلفية التي قد لا تكون لها علاقة بالمحسوس؛ كيف يوصف العالم في مراحله الأولى بالصغر وبحجم مع أن الفراغ لم يتكون بعد؟ وكيف يكون صغيراً ويشغل حيزاً وليس بمادة؟
فالمادة حسب تعريفها الكلاسيكي هي كل شيء له كتلة ويشغل حيزاً، ولا يمكننا أن نتصور مادة من غير فراغ، ولا نعرف الكتلة إلا من خلال كتلة أخرى، فبالوزن نعرف الكُتل الكبيرة، والوزن مرتبط بجاذبية الأرض، والأرض مادة.
ولهذا يقولون إذا سُئِلوا ماذا كان قبل الانفجار الكبير؛ لا تسأل ماذا كان قبل ذلك، لأن الزمان والمكان تكونا بعد الانفجار الكبير، ويقولون بأن العالم يتوسع في لا شيء حوله.
وفي الحديث؛ (كان الله ولم يكن شيء قبله)،وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ (أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء).

الخلاصة

خلاصة تصوري لنظرية الانفجار العظيم هي؛ أن الكون المرئي كان كتلة واحدة ثم انفصل، وأن أدلة ذلك؛ الخلفية الإشعاعية الميكروموجية الكونية، وظاهرة الانزياح الأحمر، ووجود العناصر الخفيفة بكثافة في الكون.
ونظرية الانفجار الكبير تفسر هذه الظواهر إذا لم تُقبل فرضية الضوء المتعب وما ورد فيها من تفسيرات لهذه الظواهر وانتقادات لنظرية الانفجار الكبير.
وخلق السماوات والأرض في ستة أيام بنص القرآن، ويبدو أن ظاهر القرآن يدلُّ على أن هذه الأيام إما كأيام الأرض أو أنَّ كل يوم منها كألف سنة بحساب أيام الأرض.
وتمكُّن علماء الطبيعة من حساب درجة حرارة الخلفية الإشعاعية الكونية هو بنموذجٍ رياضي مستقل عن الزمن، وتمكنهم من حساب كميات أخرى كتسارع الكون من الخلفية هو باعتبار التسليم بالنظريات والنماذج المقبولة علمياً والتي قد تُعدل.

آيات وليست معجزات ضرورةً

وفي الختام أود أن أنبه إلى أن الأولى تسمية ما يُسميه الناس اليوم بالإعجاز العلمي بالآيات الكونية العلمية، لأنَّ الآية في اللغة تعني العلامة، والعلامة لا يُشترط فيها أن تكون يقينية، بل يكفي أن تكون بظن غالب.
والآيات تفيد اليقين بمجموعها لا بمفردها ضرورةً، قال الله تعالى ذكره: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
ومن فوائد ذلك سد الباب على من يسمي اجتهاده في تفسير الآيات والأحاديث بالإعجاز العلمي، وذلك لأنَّ الأصل في الاجتهاد والرأي أنه ظني، والإعجاز تحدٍ، والتحدي لا يكون إلا بالثابت اليقيني.
ولأن ما ثبت في علوم الطبيعة قد يكون نظرية وليس حقيقة، وكثيراً ما يسمِّي بعض المتحدثين عن الإعجاز العلمي النظريات العلمية حقائق علمية، وهذا من نقص معرفتهم بأساسيات العلوم الطبيعية.
ومن غرائب ما سمعت؛ تفسير أحد من يتحدث عن الإعجاز العلمي بغير علم قول الله عز وجل: {إِنَّ الله لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، بأنَّ ما فوق البعوضة حشرة صغيرة، وسمى هذا التفسير إعجازاً!
بأنَّ ما فوق البعوضة حشرة صغيرة، وسمى هذا التفسير إعجازاً!
كل عاقل من غير المسلمين يقول؛ أرني نصاً صريحاً، فأنتم تفسرون نصوص كتبكم في كل عصر بما تشاؤون ثم تزعمون أنه إعجاز.
والاجتهاد ليس لكل أحد، فللتفسير ضوابط وللمفسر شروط، فلا يجوز غلق باب الاجتهاد في التفسير ولا يجوز فتحه دون ضوابط ولا شروط، وذلك بغرض حفظ الدين وكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من عبث العابثين.
وعندما فُتح الباب على مصراعيه للتفسير والآراء والاجتهاد خرج علينا من يُضحك علينا العقلاء والعلماء بتأويلات بعضها فيه نظر وبعضها فاسدة ومع ذلك سموها إعجازاً.
وخرج علينا من ليس أهلاً للاجتهاد ببدع ومحدثات، وهي أقوال اعتمد قائلوها على تخرصات وأوهام يظنونها علماً وعقلاً ومسلمات، وهذه الآراء التي يعتد بها قائلوها لن تزد المسلمين إلى فرقة وشتاتاً وتضييعاً لأوقاتهم.
والله أسأل أن يعصمنا وسائر المسلمين من مضلات الأهواء والفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله ربِّ العالمين.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
يوم الثلاثاء 25 شوال 1436هـ، 11 أغسطس 2015م

المصادر

[1] تفسير الطبري (ج18/ص431)، تحقيق؛ أحمد محمد شاكر، الناشر؛ مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420هـ - 2000م.
[2] تفسير الطبري (ج18/ص432)، الطبعة السابقة.
[3] تفسير الطبري (ج20/ص 168)، الطبعة السابقة.
[4] مجموع فتاوى ابن تيمية (ج6/ص588)، تحقيق؛ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد، المدينة النبوية، 1416هـ.
pdf
رجوع إلى قسم ثقافة ومعارف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق