عدد ساعات اليوم والتبكير للجمعة

⏩عدد أيام السنة القمرية    ⏫محتويات الكتاب     الخاتمة⏪

مما يدل على أن الساعات المعروفة اليوم كانت معروفة منذ قرون قول ابن منظور رحمه الله: (والليل والنهار معاً أربع وعشرون ساعة، وإذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة) [1].
معرفة أهل الحضارات الموغلة في القدم بحساب أوقات الخسوف والكسوف تُرجح أن عدد ساعات اليوم معروف منذ القدم.
ومما يدل على أن عدد ساعات اليوم الأربع والعشرين كان معروفاً في عهد الرسالة قول النبي صلى الله عليه وسلم عن ساعات نهار الجمعة: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر)، رواه أبو داود والنسائي والحاكم، وصححه الألباني في؛ صحيح النسائي (١٣٨9).
وقد ورد في حديث ضعيف ذكر عدد ساعات اليوم، وهو؛ (إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ إِلَّا وَلِلَّهِ فِيهَا سِتُّمِائَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ)، مجمع الزوائد (3008)، قال الألباني رحمه الله تعالى: ضعيف جداً في؛ السلسلة الضعيفة (٥٠٦٧).
قال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله: (والنهار اثنتا عشرة ساعة كما في الصحيح، فهي ساعة بكاملها، وهي ستون دقيقة)، [2].
ساعات التبكير لصلاة الجمعة هي الساعات المعروفة اليوم والتي تقدر اليوم بستين دقيقة، وهي تقديرية باعتبار أقصر يوم، فما بين ارتفاع الشمس قيد رمح بعد الشروق إلى وقت الظهر لأقصر نهار في مكة خمس ساعات مقدار كلٍ 60 دقيقةً، ويزيد عددها إلى أن تصل ست ساعات في أطول نهار، فيكون طول كل ساعة من الخمس؛ 72 دقيقةً في أطول نهار في مكة.
وقد حسبتُ ساعات التبكير للجمعة ابتداءاً من مضي خمس عشرة دقيقة على شروق الشمس، وذلك لأن ما بين صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح في السماء وقت نهي عن الصلاة، وما بين شروق الشمس إلى ارتفاعها قيد رمح في السماء حوالي خمس عشرة دقيقة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في بداية وقت التبكير لصلاة الجمعة: (فالأقرب والله أعلم والأحرى أنه يكون بعد ارتفاع الشمس، حتى إذا ذهب للمسجد يكون محل الصلاة والتعبد) [3].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال؛ (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)، أخرجه البخاري (٨٨١)، ومسلم (٨٥٠).
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند السويد
الثلاثاء 10 ذو القعدة 1436هـ، 25 أغسطس 2015م.
تعديل؛ الأثنين 27 شعبان 1441هـ، 20 أبريل 2020م.

المصادر

  
pdf

 ⏩عدد أيام السنة القمرية      ⏫محتويات الكتاب     الخاتمة⏪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق