عدد أيام السنة القمرية

⏩العمل بالأهلة في كل شيء عدا ما له صلة بالمناخ     ⏫محتويات الكتاب     عدد ساعات اليوم والتبكير للجمعة⏪

يقول الفلكيون بأن دورة القمر حول الأرض بالنسبة للنجوم الثابتة نسبياً تقدر ب؛ 27.3 يوماً، وبسبب دوران الأرض حول الشمس تستغرق عودة القمر إلى منزلته المشاهدة من الأرض وقتاً أطول يُقدر ب؛ 29.530588.
ويحسب الفلكيون عدد أيام السنة بحاصل ضرب هذا الرقم (29.530588) في عدد أشهر السنة الاثني عشر، والناتج حوالي؛ 354.367056، فيكون عدد أيام السنة أحياناً 355 وأحياناً 354 يوماً.
وحسب تعريف الفلكيين؛ فإن هذا العدد مبني على منازل القمر السطحية بمعيار ثابت بحيث يكون المَرْقب من نفس المكان على سطح الأرض.
وأما عدد أيام السنة القمرية باعتبار رؤية العين أو العلم من أي موقع اتفق؛ فإنها تقل عن هذه الحسابات لتعدد المعايير.
وقد تابعت خرائط الرؤية العِلمية لهذه السنة (1439هـ)، فوجدت أن ثمانية أشهر منها عدد أيامها 29 يوماً، وأربعة منها عددها 30 يوماً، والمجموع 352 يوماً، ويمكن مراجعة هذه المعلومات في؛ مركز الفلك الدولي » نتائج رصد الهلال.
بالنظر إلى ظاهر النصوص والإجماع فإنَّ رقم 355 و354 لا قيمة له شرعاً في حساب أيام السنة، ولكن قد تكون له فوائد في علوم الفضاء، ومن لم يقنع إلا بهذه الأرقام يُقال له؛ لم لا نتخذ معيار 27.3 يوماً للشهر لكونه معياراً فلكياً صحيحاً باعتبار معين؟
فالمؤمن يستسلم استسلاماً تاماً، ولا يجتهد من له الاجتهاد إلا بمقدار فهم النصوص متقيداً بعدم مخالفة ما أجمع عليه السلف.
ومعرفتنا للزمن معرفة نسبية غير مطلقة، فلا نعرف الزمن إلا بنسبته إلى حركة الأفلاك، والله جل ثناؤهُ وحده يعلم حقيقة الزمن وأسراره، قال الله تعالى ذِكْرُهُ: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (والليل والنهار وسائر أحوال الزمان تابعة للحركة؛ فإنَّ الزمان مقدار الحركة؛ والحركة قائمة بالجسم المتحرِّك) [1].
ومعرفتنا لمكونات الطبيعة الأساسية؛ الزمن والمكان والمادة والطاقة بنسبة بعضها إلى بعض، ولا يُمكن معرفتها معرفة مطلقة إلا بالخروج خارجها، وهذا مستحيل.
ولا ينبغي تقليد الكفار، ولكن هم كذلك تتغير سنتهم كل أربع سنوات بالسنة الكبيسة، وشهورهم كذلك مختلفة العدد، وقد وبيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه لا يوجد سبب طبيعي لاعتبار بعض الأشهر الشمسية ثلاثين يوماً وبعضها واحداً وثلاثين يوماً، وبين أن تغيير عدد أيام فبراير كل أربع سنوات هو لجبر الكسر.
وعدد أيام السنة الشمسية يقدر ب؛ 365.25636، والمُلاحظ أن هذا الكسر أكثر من الربع بقليل، فلا يُمكن أن يجبر برقم كامل كل أربع سنوات.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنَّ السنَة الشمسية طبيعية وشهورها حسابية، والسنة القمرية حسابية وشهورها طبيعية، والأيام والأسابيع شمسية؛ فالأيام طبيعية، والأسبوع حسابي.
ولا يمكن المحافظة على عدد أيام السنة القمرية إلا باعتبار معيار واحد، مثل مكة أو باعتبار مرصد واحد في أقصى الغرب، وقد تقدم أن المعيار الواحد مخالف لما جرى عليه عمل المسلمين منذ قرون، وفيه ترك العمل برؤية العين أو العِلم في غير المعيار المُختار، وفي هذا مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).
فتُحسب السنة باعتبار عدة معايير للشهر مع اعتبار عدد الأشهر اثني عشر في السنة، قال الله تعالى ذكرُهُ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند السويد
الثلاثاء 10 ذو القعدة 1436هـ، 25 أغسطس 2015م.
تعديل؛ الأثنين 27 شعبان 1441هـ، 20 أبريل 2020م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق