لولا كذا لكان كذا

الرجوع إلى قسم سؤال وجواب
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، في مقال تأثير الإعلام عبارة؛ (ولولا وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لما فاز)، هل فيها شبه من لولا الكليب لسرقنا اللص؟ جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
آمين، وإياك وبك نفع.
ورد النهي عن قول؛ لولا الكلب لأتانا اللص عن ابن عباس رضي الله عنهما وعده من الشرك الخفي.
ولكن النهي عن ذلك إنما يكون في مقام التحدث بالنعم سدا للذريعة، حتى لا ينسى أن الكلب مجرد سبب وأن المنعم هو الله سبحانه وتعالى وأنه مسبب الأسباب، وأن الأسباب لا تستقل بنفع ولا ضر بذاتها، ومن الشرك الخفي ما لا يشعر به الإنسان.
ولذا قال العلماء؛ ترك الأسباب قدح في العقل والشرع والاعتماد على الأسباب شرك.
قال الله جل ثناؤه في النصر بالملائكة: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
والأشد من ذلك؛ الجمع بين فعل الله تعالى وفعل المخلوق بواو العطف، فلا يقال؛ لولا الله وكذا، فهذا من الشرك الأصغر،. وإنما يقال؛ لولا الله ثم كذا.
وأما قول؛ لولا كذا لكان كذا في غير مقام التحدث بالنعم، كما لو كان في سياق التوضيح والشرح، ومن غير الجمع بين فعل الله وفعل المخلوق بالواو، فيظهر لي جواز ذلك، وذلك للحديث التالي:
عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: قالَ للنبيِّ ﷺ: (ما أغْنَيْتَ عن عَمِّكَ، فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ؟) ، قالَ: (هو في ضَحْضاحٍ مِن نارٍ، ولَوْلا أنا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ)، أخرجه البخاري (٣٨٨٣) واللفظ له، ومسلم (٢٠٩).
وعليه فلعله لا بأس بقولي؛ لولا وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لما فاز.
والله تعالى أعلم.
عمر عبد اللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 10 شعبان 1440هـ، 15 أبريل 2019م
pdf
الرجوع إلى قسم سؤال وجواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق