الغلوُّ

مقدِّمة   المحتويات   حال المسلمين اليوم
الغلوُّ لغةً هو مجاوزة الحدِّ والزيادة على القدر، واصطلاحاً مجازوةُ الحدِّ الشرعي في الأَحكام الشرعيَّة، قال اللّه تعالى ذكرُهُ: { وَكَذَ‌ٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[1]:
قال الإمام الطبري رحمه اللهُ تعالى: (والمعنى أنَّهم وسط لتوسُّطِهم في الدِّين فلم يغلوا كغلوِّ النصارى، ولم يقصِّروا كتقصير اليهود، ولكنَّهم أهل وسط واعتدال)[2]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى في العقيدة الواسطية عن أهل السنَّة والجماعة: (هم الوسط في فرق الأمة، كما أنَّ الأمَّة هي الوسط في الأمم).
قد يظن المُغالِي أنَّه على المنهج الوسط الذي هو منهج الإسلام ومنهج أهل السنَّة والجماعة، فإحسان الإنسان الظن بما هو عليه من الضلال من القواعد العامَّة والمطَّردة في كثيرٍ ممن وقع في بدعةٍ أو ضلالة أو كفر، فقد يقع الإنسان في الكفر المخرج عن الملَّة وهو لا يدري أن فعله يُخرجُه عن ملَّة الإسلام، وكذلك الكفَّار الأصليُّون قد يظنُّون أنَّهم على خير، قال اللَّه تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}[3]، قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِى الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِى الدِّينِ)[4]، والغلو المنهي عنه عام في الأقوال والأعمال والاعتقادات.

المصادر

[1] سورة البقرة الآية رقم 143
[2] فتح البارئ (8/22)، دار الريَّان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى 1407هـ - 1986م.
[3] سورة الكهف (103 - 104).
[4] سنن النسائي، مناسك الحج (3070)، وابن ماجه ( 3029) وغيرهما وقال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم( 253): إسناده على شرط مسلم. 
pdf
مقدِّمة   المحتويات   حال المسلمين اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق