خاتمة

 واقع حُكومات مُعاصرة      المحتويات
لا يجوز الخروج السلمي والمسلح على رئيس البلاد المسلم الحارس لأصل الدين ولو كان ظالماً أو فاسقاً فسقاً دون ترك إقامة الصلاة في الناس.
ويفسّر حديث؛ "يقودكم بكتاب الله"، وحديث؛ "ما أقاموا الدين"، بأنّ قيادة الناس بالكتاب والدين وإقامتهما لا تكون إلا برعاية أصلهما؛ الشهادتين والصلاة.
ويدخل في؛ "لا، ما أقام فيكم الصلاة" من لم يقم الشهادتين دعوةً وتعليماً من باب أولى، وقياس الأولى في حكم المنصوص عليه، ولدلالة النصوص على أنّ إقامة الشهادتين من واجبات السلطان، ولدلالتها على جواز الخروج على من نقض الشهادتين بإظهار الكفر الصريح.
ومن يترك أهم واجبات الولاية من العناية بالشهادتين والصلاة، وينشر أعظم محظوراتها من الكفر البيّن الصريح أو الشرك الأكبر لا يسمى شرعاً ولا عقلاً قائداً للناس بكتاب الله جل ثناؤهُ.
والقول بأنه لا طاعة بموجب عقد الولاية الإسلامية للخكومات التي تفصل الدين عن الدولة عملياً أو عقدياً من البدهيات العقلية، وقد تجب لهم طاعة بموجب ما لا يخالف الشرع من عقد المواطنة أو الصلح أو نحوه.
وحذار من التسرُّع في الخروج على السلطان حتى وإن جاز في الأصل فإنَّ خطره عظيم على الدين والدماء والأموال والأعراض، والناس غالباً ما تثور مع تأزم الوضع الإقتصادي، والأزمات الاقتصادية تزيد بضياع الأمن، ولذا يُقال؛ "ستون يوماً مع سلطان ظالم أفضل من يومين من غير سلطان".
وتأزم الأوضاع وظلم السلاطين عقوبة، والعقوبة لا ترفع بالمعصية وإنما بالتوبة وبمغالبتها بالمباح من الأسباب المادية الكونية، والشارع لم يبح السيف على أئمة الجور ولا نزع يد من طاعتهم ولا نقض البيعة.
والمعارضون يزيدون من أنفسهم كذباً في وصف فساد السلطان لتهييج العوام عليه، وقد يكون قادة المعارضة والثورات أكثر فساداً وشراً من السلاطين المُفسدين.
وما في بعض الأحزاب السياسية من غلو في التكفير والعنف ازداد في فئة منهم بسبب الخروج غير المدروس، فليس كل خروجهم كان على من لا يجوز الخروج عليه.
فخروج الإخوان المسلمين مثلاً في بداية الثمانينات على حافظ الأسد أدّى إلى مزيد تضييق على الدعوة، وإلى ازدياد جرائم النظام السوري وقتها.
وقد ازداد الغلو في تلك الأحزاب بسبب ما تعرض له بعضهم من تعذيب في السجون، ولهذا فإنّ في إطلاق القول بتكفير الحكومات والدعوة للثورات ترويج للتكفير والعنف.
وكذا في تنزيل أحاديث البيعة في غير منزلها، لأنّ إنزال تلك الأحاديث فيمن لا يرعى أصل الدين يخالف البدهيات العقلية، فيؤدي إلى نفور الناس من الحق. 
والله تعالى أعلم، والحمد لله ربِّ العالمين.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
آخر تعديل؛ الجمعة ٦ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ، ٨ نوفمبر ٢٠٢٤م. 
pdf
 واقع حُكومات مُعاصرة      المحتويات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق