⏩الأصل في السياسة الشرعية الإرسال والإباحة ⏫محتويات الكتاب مميزات التَّشْوَقَة وفوائدها⏪
التَّشْوَقَة نَحْتٌ من التشاور والتواثق، على وزن فَعْلَلة، ومن أمثلة النحت؛ البَسْمَلة (بسم الله الرحمن الرحيم)، والحَزْرَمة (الحزم والرأي)، والفَذْلَكة (فذلك كذا إذا كان كذا).
ويمكن الاشتقاق منها؛ تَشْوَقَ، يُتَشْوِقُ، تَشْوَقَةً، فهو مُتَشْوِقٌ وتَشْوَقِيٌ، وهي مُتَشْوِقَةٌ وتَشْوَقِيَّة، فيقال النظام التَّشْوَقِي والطريقة التَشْوَقِيَّة ونظام وطريقة التَّشْوَقَة.
ونحتُّ كلمة الحَلْقَدة من كلمتي الحل والعقد، وذلك لسلاسة الاستخدام في مثل قول؛ السلطة الحلقدية.
وكل نحت جار على قواعد اللغة يمكن الاشتقاق منه، فيُقال؛ حَلْقَدَ، يُحَلْقِدُ، حَلْقَدةً، فهو مُحَلْقِدٌ وحَلْقَدي وهي مُحَلْقِدَةٌ وَحَلْقَدِيَّة.
والمنحوت "فَعْلَلَ" يُبْنَى من جُزأي المركب بفاء كل منهما وعينه، فإذا حدث تكرار أو ثقل جاز إكمال البناء بلام أحدهما أو الاختزال غير المتساوي ونحوهما.
والتَّشْوَقَة اسمٌ عَلَم على نظام سياسي، فلا يُشترط أن يُعرف معناها الحرفي، كاسم عمر والديمقراطية اللذين لا يعرف الكثيرون معناهما الحرفي، ولكنهما معروفان كأعلام على شخص ونظامٍ سياسي.
وكلمة التشوقة ليست ثقيلة النطق، وتزول عدم مألوفيتها بالتكرار، ولم تكن كلمة الديمقراطية مألوفة عند أغلب شعوب الأرض لأنها كلمة لاتينية.
ولم أختر كلمة الشورى أو الحَلْقَدة لأن مفهومهما جزئي، وأما التَّشْوَقَة فهي جامعة للمواثيق المدنية والحكومية والدولية، وعلاقة الناس بأمرائهم عقد وبيعة، والأصل في العقود التراضي والتشاور المنافيان للجبر.
والهدف من النحْت تيسير الاستعمال، ولتعتز الأمة وتتمسك بما يميزها، ولأن أثر الفوارق عظيم مع قلتها.
ولا بأس بتمييز هذا النظام الشرعي عن الوضعي بتسميته بالديمقراطية التَّشْوَقِيَّة لا سيما عند مخاطبة غير المسلمين، وذلك لأن للديمقراطية معنى عام متبادر للذهن وهو الحُكم المُنتخب المقابل للحكم الجبري.
ويظهر المعنى العام للديمقراطية في استعمال الكلمة وذكر أنواعها وأمثلتها التاريخية عند العرب والعجم، ومن ذلك قول العربي "كن ديمقراطياً" يعني لا تستبد برأيك.
واختصاراً يُقال التَّشْوَقَة أو التَّشْوَقِيَّة وليس الديمقراطية لأن معناها الخاص المتبادر هو الديمقراطية الوضعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق