⏩تجريب المُجرب ⏫محتويات الورقة الفرق بين التحزب والتجمع⏪
لا تنكر جهود الأحزاب السياسية في استقلال السودان والمحافظة عليه وعلى هويته ودينه.
فكل سوداني وطني حتى يثبت العكس، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وكل مسلم صادق في ولائه لدينه ظاهراً وباطناً حتى يثبت نفاقه أو تثبت زندقته.
ولنستفيد من طاقات شباب الأحزاب السياسية وحكمة شيوخها؛ فلنسع لتحويلها لجماعات نصح، وهي جماعات غير حزبية لأنها لا تسعى لسلطة.
والتنوع في القبائل والآراء والمهن والجهات نعمة إذا قبلنا بتكتلها الإيجابي في تجمعات وجماعات واتحادات قبلية وطلابية ومهنية وسياسية.
فمن فوائدها أن تنصح وتطالب الحكومة المنتخبة والجيش الوطني وكل صناع القرار ولو بضغط منضبط بالشرع والعقل.
فبدون نظرة كلية (استراتيجية) بعيدة المدى، فإن كل خطواتنا لا تعد إلا مسكنات ألم.
والديمقراطية الحزبية من مخلفات الاستعمار في العالم، فأول الأحزاب نشوءاً في بريطانيا كان سنة 1678م، فالنظام الحزبي حديث عالمياً.
وأول الأحزاب نشوءاً في السودان هو حزب الأمة سنة 1945م.
فلم توجد أحزاب سياسية فترة السلطنة الزرقاء (1504-1821) وسلطنة دارفور (1603-1874) ثم الحكم التركي ثم الدولة المهدية، وقد نشأت الأحزاب في السودان برعاية الاستعمار البريطاني ولا تزال التقليدية تحت تأثير بريطانيا وتوجيهاتها.
وقد عاصر الشاعر محمد سعيد العباسي (1881م-1963م) فترة الديمقراطية الحزبية وما قبلها في السودان، وقد قال في ذم التحزب ما يلي؛
فلو درى القوم بالسودان أين هم ... من الشعوب قضوا حزناً وإشفاقا
جهلٌ وفقرٌ وأحزابٌ تعيث به ... هدّت قُوى الصبر إرعاداً وإبراقا
إن التحزّب سمٌّ فاجعلوا أبداً ... يا قوم منكم لهذا السم ترياقا
ضمّوا الصفوف وضمّوا العاملين لها ... لكي تنيروا لهذا الشعب آفاقا
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق