الحس الأمني في جماعة النصح

⏩جماعة النصح والتأثير السياسي     ⏫محتويات الورقة      المنظمات المدنية غير السياسية⏪

الاختراق من أسباب فشل غرض الاجتماع، ولتحقيق الغرض يلزم تمايز المجتمعات الخاصة والاختلاط في العامة.
الإنسان بطبعه لديه حس أمني.
ولكنه حسب الهدف الأساسي لكل جماعة بشرية.
فالتجمع الطبي مثلاً يعد وجود غير الطبيب في جماعتهم تجسساً أو مضيعة وقت.
وبعض المجتمعات البشرية فيها اختلاط وعدم تمايز بطبعها كالمنظمات المهنية والطلابية والجامعات الأكاديمية.
ولهذا فسهولة الاختراق حسب نوعه ومميزات الجماعة البشرية.
فالمنظمات المهنية مثلاً سهلة الاختراق السياسي الحزبي لطبيعة عملها المختلط، فهي لم تجتمع مبدئياً على عمل سياسي، والمجاملة مهمة لتسيير عملهم الذي اجتمعوا عليه.
فجماعة النصح السياسية تستشعر وجود حزبي في صفوفها لأن مبدأ عملها السياسة غير الحزبية، فهي تصفي مجتمعها تلقائياً وكأن فيها وحدة رصد ومتابعة أو وحدة استخبارية.
وللحس الأمني وغيره يجب أن تكون كل جماعة نصح ذات منطلقات وأصول استدلال محددة، ولا تختلط مع غيرها إلا في مواقف أو تنظيمات عامة كالمهنية والحكومية أو منظمات ذات أغراض مشتركة.
وأقرب مثال للاختراق الحزبي السياسي هو لجان المقاومة في السودان، وقد تم استغلال التنظيم الأفقي فيها لتسييرها من رأس خفي بحجة الظروف الأمنية إلى أن تمكن من سرقة مجهوداتها.
ولا أدري كيف يصدق عاقل إمكان نجاح تنظيم أفقي بدون قيادة رأسية موحدة! فهذا مستحيل.
وأهم سبب لاختراق لجان المقاومة طبيعة عملها المشترك الذي اتفق عليه أغلب الناس بمختلف أحزابهم وانتماءاتهم، عدا القليل، وأنا من هؤلاء القليل الذين يرون أن التغيير بهذه الطريقة إفساد وإن أريد به الإصلاح.
فالتمايز في الجماعات البشرية التي من طبعها الخصوص أمر لازم، والتساهل فيه يؤدي إلى فشل الغرض من الاجتماع بسبب سهولة الاختراق.
قال الله تعالى ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: ٤٧].
والاختلاط في المجتمعات العامة مهم لأفراد كل تجمع خاص، لحاجتهم إلى التجمعات العامة، وليتمكنوا من التأثير في غيرهم لأجل التغيير والإصلاح في المجتمعات العامة.
ولدي كتيب بعنوان؛ أسس إدارية لجماعة النصح السياسية فيه اقتراح لآلية جديدة للحذر من الاختراق بدون نظام الخلايا السري المعيب، والذي يفتح المجال في نظري القاصر للاختراق في أعلى المستويات.

عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م

⏩جماعة النصح والتأثير السياسي     ⏫محتويات الورقة     المنظمات المدنية غير السياسية⏪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق