جماعة النصح والتأثير السياسي

⏩الفرق بين التحزب والتجمع     ⏫محتويات الورقة      الحس الأمني في جماعة النصح⏪

سبق أن الركائز الداخلية للحُكم والتأثير السياسي الفعَّال خمسة؛ المال، ثم الاستخبارات، ثم الشوكة، ثم الإعلام، ثم قيادات المجتمع المدني (إدارات أهلية ودينية ومنظمات مدنية)، وهذه الأخيرة يسميها بعضهم سلطة الناس.
مع أن أكثر من ٨٠٪ من عامّة الناس ضد التحزب، فقد فرضت الأحزاب وجودها بالعمل المنظم المؤثر في المجتمع والممول بدعم خارجي.
ولذا لابد من جماعة نصح سياسية غير حزبية لها قدرة مالية عبر اشتراكات وتبرعات واستثمارات ودعم رجال أعمال وطنيين، ولها صلة بقيادات المجتمع المدني.
وكل عمل يبدأ بقدرات محدودة وتبرعات ذاتية، فيجب أن تكون من شروط العضوية؛ الالتزام بقدر شهري من الجهد والوقت أو باشتراك مالي شهري.
وتطالبجماعة النصح في الوقت المُناسب بإجراء استفتاء عام حول تحويل الأحزاب السياسية إلى جماعات نصح سياسية غير حزبية، وذلك بمنعها من السعي للسلطة بمحاصصات أو ترشيحات أو أي وسيلة كانت.
فالفرق بين جماعة النصح والحزب السياسي هو في السعي للسلطة والضوابط الشرعية في المُشترك.
ولابد للتأثير السياسي من عمل إعلامي مدروس ومنظم، ووسائل التواصل الاجتماعي المجانية لا تغني عن القدرات المالية والجهد الجماعي.
فبإمكان الفيسبوك مثلاً إبراز منشورات بأجرة مالية للإشهار التجاري أو بالتعاون مع أجهزة استخبارات، وبإمكانه إنشاء حسابات وهمية، ويلجأ أحياناً إلى إغلاق مجموعات وصفحات وحظر منشورات.
ولذا لا يصح تشدق الحزبيين بإضعاف وسائل التواصل إعلام الأنظمة الجبرية الإقليمية، فهذا الإضعاف صحيح ولكن من يتحكم في وسائل التوصل وأي الضررين أرجح؟
فقد تحت وسائل التواصل الباب واسعاً لتلاعب دول أجنبية بالإعلام وتوجيهه حسب مصالحها.
ولعلاج الضعف الإعلامي تسعى جماعة النصح لإنشاء وسائل تواصل اجتماعية، وذلك بتشجيع وسائل التمويل الشرعية كالصكوك والأسهم والمشاركات لا سيما رؤوس الأموال الوطنية.
ولابد من حظر محلي وإقليمي لوسائل التواصل التي تتعدى المتعارف عليه دولياً، وذلك بالتعاون مع أنظمة إقليمية وعالمية.
وما يحفز الناس للعطاء في جماعة النصح هو كل ما يحفزهم للعطاء في المنظمات الخيرية، وتوجد تجارب مشابهة وهي جماعات الضغط.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م


⏩الفرق بين التحزب والتجمع     ⏫محتويات الورقة      الحس الأمني في جماعة النصح⏪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق