⏩المنظمات المدنية غير السياسية ⏫محتويات الورقة لماذا جماعة نصح وليس حزباً سياسياً؟⏪
السياسة تنظيراً وممارسة أمر معقد ومتجدد يحتاج إلى وقت وجهد ومتابعة مستمرة وتفرغ وتنظيم، ولهذا اقترحت إنشاء جماعة غير ربحية متخصصة في السياسة وفقاً لنظام التَّشْوَقَة.
لابد من التخصص والتفرغ لأجل الإصلاح السياسي من جميع جوانبه، ومن ذلك؛ الدراسات والبرامج الثابتة والمتغيرة في المجالات ذات العلاقة كالاقتصادية والقانونية والعلاقات الخارجية.
ومن الناحية الإعلامية؛ يحتاج الإصلاح السياسي إلى متابعة دقيقة للأحداث والأخبار المحلية والإقليمية والدولية، وإنتاج مقاطع ومقالات وكتيبات.
وقد يتطلب الحشد الجماهيري متابعة دقيقة مستمرة عبر الوسائط المختلفة لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بدراسة ردود الأفعال وكيفية التعامل معها ومن ثم إنتاج مقاطع أو كتابة رسائل أو مقالات مناسبة.
وقد يتطلب ذلك إنشاء مجموعات متعددة الأغراض كالمدرسية والصداقات أو الزمالات الحالية والقديمة وإدخال عناصر مؤثرة في مجموعات مختلفة.
والإعلام من خلال جماعة النصح يتطلب عملاً استراتيجياً يبدأ بإمكانات قليلة ثم يتوسع إلى أن تنشيء الجماعة قناة مرئية فضائية أخبارية تحليلية، وإذاعة صوتية، وصحف مطبوعة وإلكترونية، ومواقع إنترنت، ومجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي.
فوجود قنوات إعلامية أخبارية تحليلية بمراسلين من مواقع الأحداث ومحللين يُعتبر إضافة مهمة للقنوات الإسلامية المختصة بالوعظ والتعليم، وكنت قد كتبت قديماً حول أهمية هذا النوع من الإعلام في؛ مدونتي » قسم إصلاح » أهمية الإعلام في الحرب والسلام.
الإصلاح السياسي عموماً أصبح أكثر تعقيداً في جميع المجالات، فتقدم وتطور الآلات خاصة أجهزة الحاسوب والاتصالات أحدث تعقيداً في النظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية.
ومن الناحية الاستخبارية المعلوماتية، فإن تطور وسائل الاتصال قد أحدث نقلة في جمع المعلومات ووسائل الاستخبار والتجسس عبر الأقمار الصناعية والهواتف والأجهزة المختلفة.
وخدمة للناس تحتاج جماعة النصح إلى مختصين في وضع واقتراح الحلول الآجلة والعاجلة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذا الحقوقية بنحو مخاطبة الجهات المختصة والمحامين والمنظمات الحقوقية وتنظيم الوقفات الاحتجاجية.
لمثل ما سبق من تعقيد وتجدد لابد من وجود تخصص وتفرغ للإصلاح السياسي دراسة ومتابعة وأنشطة.
ومن أعمال جماعة النصح؛ العناية بالوظائف العادية عموماً والعسكرية والاستخبارية خصوصاً حماية للنظام التشوقي وتحسباً للطواريء.
وليس إدخال عناصر في الجيش بنية الانقلاب غدراً، إذ لا يجوز الغدر حتى بالكافر، وإنما حمايةً للنظام وتحسباً لما قد يقتضي عزل السلطات لإخلالها بأصل العقد أو عند خوف انزلاق البلاد في فوضى وحرب أهلية.
وقد أفتى الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى بجواز دخول الجيش ولو كانت فيه موسيقى تقديماً للمصالح الضرورية في دخوله على ضرر الموسيقى، وقد نقلت فتواه في؛ مدونتي » إصلاح » الإصلاح السياسي الأصلي والاستثنائي.
ومن أعمال جماعة النصح؛ منافسة الأحزاب واللوبيات في الوظائف غير العليا كاتحادات الطلاب والنقابات، وذلك لإبعاد الأحزاب عن استخدامها في صراعهم السياسي، ولضمان المحافظة على عملها الخدمي الحقوقي بنصح السلطات والضغط عليها، والتنافس على الوظائف العادية جائز، لأنها كثيرة وأقل أهمية من العُليا.عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق