بين الحالتين السورية والسودانية

هذا تعليق كتبته في مجموعة واتسآب على مقال محمد الصوراني ضابط المخابرات السوري السابق، فسأل سائل في المجموعة؛ رايكم فى الكلام دا؟
 المقال دعا فيه كاتبه للحوار مع من زعم أنه ممثل للشعب الإماراتي المسلم، وذكر فيه أن سوريا أخطأت في عدم الحوار، وشبه فيه ما يحدث في السودان بما يحدث في سوريا.
الجواب: في نظري القاصر؛ ثمة فوارق مهمة بين واقع الحرب السودانية والسورية من عدة جوانب، ومنها؛
١. أن أغلب الشعب السوري كان ضد حكومة بشار الأسد وجيشه، وأما في السودان فغالب الناس مع الجيش وضد المتمردين.
٢. أن الحكومة السورية استعانت بروسيا والصين ضد شعبها، بينما روسيا متآمرة مع المتمردين ولكنها لا تستطيع إعلان موقفها لأسباب سياسية داخل روسيا من ناحية خوفها من شعبها وأسباب دولية، لا سيما مع انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وتململ الشعب الروسي من طول أمدها.
٣. الموقف الأمريكي الأوروبي كان داعماً لموقف الإمارات من الحرب الروسية، بينما الموقف الأمريكي الأوروبي متردد وغير متحيز تحيزاً كاملاً في الحالة السودانية، ومن الأسباب دعم روسيا للتمرد وعلاقة حميدتي بروسيا.
٤. لم يقف الغرب ضد سوريا بسبب توجه إسلامي، وإنما هو بسبب الغاز الطبيعي وانحيازها لروسيا، وأما السودان فالحكومة السودانية لها علاقات متوازنة مع الطرفين.
٥. الحكومة السورية علمانية وكثير من معارضيها كانوا ينادون بالشرعية وبعضهم كانوا متطرفين استغلتهم استخبارات إقليمية ودولية، وأما في السودان فالدولة العميقة شنت حملة ضد البرهان رغم تأييدها للجيش، وأعادت حملتها ضده أثناء الحرب، وهذا خطأ كلي (استراتيجي) عميق، لأن النصوص والعقل والتجارب تدل على أن مثل هذه الحملات أثناء الحرب تضيع البلد، والعلمانيون في السودان مؤيدون للتمرد رغم ادعائهم أنهم محايدون.
والله تعالى أعلم.
تعليق: أحسنت التحليل أخي عمر، وإن كنت أرى انك فهمت كاتب المقال من زاويه أخري حيث انه أراد أن يقول بطريقه غير مباشرة إن مليشيا الهدم السريع لا تملك الرائ في المفاوضات التي تجريها دون الرجوع إلى حليفها ودافعها لهذه الحرب دويلة الإمارات، هذا حسب فهمي والله اعلم.
رد: أحسن الله إليك، من ناحية فهمي لكلام الكاتب فلا أعرفه، ولكني لم أطمئن إليه بسبب ما يظهر في المقال من ولائه لحكومة بشار، فمواقف الحكومة السورية هي مواقف روسيا، والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
الجمعة ٦ ذوالقعدة ١٤٤٤هـ، ٢٦ مايو ٢٠٢٣م

مصادر وملاحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق