⏩لا للاستسلام محتويات الكتاب⏫ فكر أ. إدريس وفترة التأسيس⏪
ملخص؛ عوّدتنا قيادة الجيش على عدم الانسياق لمفخخات الأعداء، فانتصرت بفضل الله في جولاتها الحربية والتفاوضية.
كم من كلمة حق أريد بها باطل!
ظل العملاء والمترددون وأعداء الداخل والخارج يرفعون شعار السلام والتفاوض ولا للحرب.
ودافعهم العداء والنفاق وأمراض القلوب والجبن.
واليوم عادوا لرفع شعار التفاوض (بفهمهم وغدرهم)!
فقد قرأت تسريباً لا أعرف صحته مفاده أن حميدتي يدعو للتفاوض.
يدعو للتفاوض بعد أن شلت أركان قواته بضربات نيالا! وبعد أن عاونهم المتصهين العربي بمسيرات لتركيع أمتنا والضغط على قيادتها!
فالهدف واضح؛ تخويف الأمة السودانية بالفقر والهلاك والدمار والضغط على القيادة باستهداف الاقتصاد وكسر عزيمة مؤيدي الجيش.
فيا له من مكر!
ولكن المكر لا يقابل غالباً بالصراحة.
فلا بأس أن تفاوضهم قيادة جيشنا بفهمها للتفاوض الذي رأيناه في بداية الحرب، لا بفهم الخونة الغدارين.
فأقل ما فيه دحض أراجيف أعداء الداخل والخارج.
والتفاوض مجرد حوار لا يترتب عليه بمجرد حدوثه اتفاق أو صلح.
وعلى ثقة أن قيادة جيشنا تكره الصلح الاضطراري كما نكرهه جميعاً حتى لو احتجنا إليه.
فكيف لا نكرهه بعد كل ما تحقق من نصر وبعد كل هذه البشائر؟!
قال الله تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (٣٥)﴾.
ومن يقرر التفاوض (بفهم الأمّة السودانيّة وليس بفهم الأعداء والمترددين) هم رؤوس أهل الشوكة (قادة الجيش) بالتشاور مع أهل الحل والعقد (ممثلي الأمة السودانية من العلماء والنظار وقادة المجتمع المدني).
وهم يعلمون أن المكر مقابل المكر صفة مدح.
وأن مقابلة المكر بالصراحة تهور وإلقاء بالنفس إلى التهلكة.
فعلى ثقة بأنّ قياداتنا الحربية والعلمية والأهلية والمدنية لن تقبل بتفاوض بفهم الأعداء والمنافقين ولا بفهم الجبناء والمتردّدين، بل بفهم قيادة الجيش الذي فاوضت به في بداية الحرب.
أعانهم الله ووفقهم وسددهم.
فقد فاوضت قيادة جيشنا بفهمها، وقالت نعم للتفاوض بفهمها، ثم قالت لا للتفاوض بفهمها، لا بفهم المخذلين [١].
ولن تخسر القيادة بإذن الله إذا رفضت المفاوضات هذه المرة أو قبلتها كما انتصرت في جولات الحرب والتفاوض السابقة.
فالحق معها، والله ناصر الحق وأهله، والأمة السودانية مع قيادتها في جولاتها الحربية والتفاوضية.
وأذكر نفسي وأمتنا بأن المنافقين والأعداء يشككون في كل خطوة لقيادتنا سواء كانت حرباً أو تفاوضاً.
هذا مع دعواهم أنهم دعاة تفاوض وحوار وتوافق وتعايش سلمي وتعدد فكري مع حرية التعبير!
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾.
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (٢٦)﴾.
وفي المؤمنين سماعون للمنافقين والمخذلين ومثيري الخلافات والفتن بسبب جهل أو تهور أو مكر لأغراض حزبية ضيقة.
فحذار ممن يريد أن يشكك في مواقف القيادة من الأصدقاء ﴿وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾.
قال الله تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧)﴾.
ومن هؤلاء الأصدقاء المشكّكين متهورون ومنهم من يريد الاصطياد في الماء العكر لتحقيق مكاسب سياسية.
فقد ظل هؤلاء يشككون في كل خطوة سياسية أو تفاوضية لقيادة الجيش منذ بداية الحرب.
وقد تابعت تصريحات قيادة الجيش بشأن الحرب والتفاوض منذ بداية الحرب، فألفيتها حكيمة في مواضعها، وكلها مقيدة بقيود معقولة.
بخلاف غيرهم من المتهورين أو ممن يصطاد في الماء العكر باستغلال كرهنا للاستسلام وشماتة الأعداء، وقد صرّح بعض المتهورين بعبارة؛ "ما فيه زول أرجل مننا"!
فلنلتف حول قيادة جيشنا لا سيما بعد أن ثبت صدق مواقفها وانتصارها في جولات الحرب والتفاوض، ولندع لهم بالتوفيق والسداد.
فالتفاوض لا يعني الاستسلام.
وقد كانت في شروط الجيش للاستمرار في التفاوض حماية للمدنيين وإضعاف للمتمردين.
ففي شرط الخروج من بيوت المواطنين والمراكز الخدمية حماية للمواطنين.
وفي شرط تجميع المتمردين في مكان يُتفق عليه إضعاف للمتمردين كيلا يعودوا للتماطل والغدر.
ولم يقل الجيش "لا للتفاوض" إلا بعد أن فاوض ليثبت أن المتمرد مماطل ماكر غدار.
ولكيلا تكون لمناصري التمرد الأجانب والمحليين حجة أمام المجامع والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية.
وما فائدة قتال الفئة الباغية إذا لم تكسر شوكتها وترغم على أن تفيء (ترجع) إلى أمر الله؟
قال الله تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا﴾.
فلا صلح إلا بعد الحسم العسكري، والصادق لا يحب الصلح الاضطراري ولا يلجأ إليه إلا إذا لم تكن له حيلة.
والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس ١٠ ذو القعدة ١٤٤٦هـ، ٨ مايو ٢٠٢٥م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق