التَّشْوَقِيَّة وطبيعة سودانية

تجربة الركشات ودكاكين الاتصالات تدل على أن غالب الأمّة السودانيّة يميل إلى التقليد والمُجرَّب، ولكن لابد أن يوجد في كل أمّة قادة ومفكرون.
فمع أنّ الأمم والشعوب تتفاوت في طبائعها وقدراتها عموماً وليس فقط في الإبداع والابتدار، فإن طبيعة عموم الناس أنهم مقودين وليسوا قائدين ومُقلدين وليسوا مُبدعين، مع تفاوت بين الشعوب والقبائل في هذه الخصال.
وفي ميل أكثر الناس للاتباع والتقليد حكمة كونية قدرية عظيمة، إذ لو كان كل الناس قادة لكان الصراع السياسي أشد مما هو عليه الآن ولما استقر للناس قرار.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: (إنَّما النّاسُ كالإِبِلِ المِئَةِ، لا تَكادُ تَجِدُ فيها راحِلَةً)، أخرجه البخاري (٦٤٩٨) واللفظ له، ومسلم (٢٥٤٧).
فميل بعض الشعوب للتقليد لا يعني ترك ما لم يألفه الناس كما يظن البعض، فلابد أن يبدأ أحد الناس المشاريع غير المألوفة، كما في الركشات ودكاكين الاتصالات التي بدأها البعض وتبعهم عليها غيرهم.
ومشروع التَّشْوَقَة يحتاج إلى نُخب واعية لتبدأ تنفيذ إنشاء جماعة نصح سياسية تَشْوَقِيَّة وسيتبعها بقية الناس إن شاء الله تعالى.
فمُقترح التَّشْوَقَة بحاجة إلى المحل القابل للإنبات، والمحل الأول هو النُخب الواعية، والثاني هو عامة الناس، والمحل الثاني القابل للإنبات في السودان هو الأمّة السودانية وتكتلاتها الحزبية وغير الحزبية وسبق أن ثمة من التكتلات الحزبية وغير الحزبية من يُتوقع أن يقبل بالتَّشْوَقَة أو ببعض أُطروحاتها، والأمر كله بيد الله تعالى، وما على الناس إلا الاجتهاد لينالوا الأجر على جهودهم.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق