التَّشْوَقِيَّة والأزمة الحالية

مع سعي الصهيونية لتقسيم السودان لدويلات صغيرة، ووجود التكتلات الحزبية والمسلحة المُتصارعة، وتدخلات دول إقليمية وعالمية، وتطلع الأمّة السودانيّة لإصلاح وضعه، لا يلوح في الأفق عمل منظم مدروس للخروج من أزمات البلاد.
مشاكلنا منذ الاستقلال تكمن في توالي الحكم الحزبي المُتصارع الذي يؤدي إلى حكم عسكري جبري أو حكم حزبي مُدار، فالطريق الأمثل هو عبر إنشاء جماعة نصح سياسية غير حزبية تسعى لتشوقة السودان، وتنطلق في عملها من تسعة محاور أساسية؛
1. كسب الأمّة السودانيّة لصالح المشروع الإصلاحي، وكسب تكتلاتها المدنية لا سيما غير الحزبية كالإدارات الأهلية والاتحادات والنقابات والجماعات الدعوية.
وذلك بالتبشير بمشروع التَّشْوَقَة القائم على التشاور في اختيار الناس لحكامهم وللرؤى والطرق السياسية المناسبة لحكمه، وذلك لأن في التراضي والتشاور ضمان تحقيق العدل وحفظ الحقوق، وحفظ مصالح الناس الدينية والدنيوية، ولكل ما سبق من أسباب تأييد أكثر الأمّة للتشوقة.
2. طمأنة الجهات والقبائل بأن المشروع مبني على لا مركزية في إدارة الدولة وهرمية في الانتخاب، بحيث يضمن النظام حرية كل جهة وقبيلة في اختيار قياداتها الحلقدية والتنفيذية والقضائية، وبالتالي اختيار ولاتها ومجالسها الولائية وبلدياتها.
3. طمأنة الأحزاب بأن المشروع لا يسعى إلى إلغائها، وإنما يسعى إلى إصلاح عملها بما يحقق المصلحة العليا للبلاد.
4. وضع التكتلات الحزبية والمسلحة أمام الأمر الواقع بالمطالبة بإجراء استفتاء عام لإبراز توجه الناس وتكتلاتهم غير الحزبية الرافض للصراع على السلطة والحروب، هذا مع اعتبار التدرج ودفع الأضر بالتنازل عن بعض ما يجب بالتوافق مع هذه الجهات على حلول مرضية ومراعية لمستقبل البلد ومصالحه العليا.
5. طمأنة الجميع بأن المشروع مع مراعاته لحقوق الجهات والقبائل، فهو مركزي في السيادة والشوكة والعملة والسياسيات المالية العامة، يحيث يضمن وحدة البلد، واختيار الجهات لمجالسها الحلقدية من أبنائها يضمن تمثيلهم العادل في السلطة المركزية حسب نسبتهم.
6. كسب المؤثرين من رؤوس أهل الشوكة لصالح المشروع الإصلاحي بالإقناع والضغط بالطرق الشرعية، وذلك لمراعاة المشروع دور رؤوس أهل الشوكة السيادي في أمن البلد وسياسته الخارجية.
7. طمأنة رؤوس الأموال والمستثمرين والمواطنين بأن المشروع لا يحابي فئة دون أخرى في الاستثمار والكسب، وذلك لأنه مشروع أمة واحدة غير متحزبة، وكسب رؤوس الأموال الصالحة لصالح المشروع الإصلاحي.
8. كسب المحاور الإقليمية المتخوفة من الأطماع التوسعية لأحزاب يسارية ويمينية، وذلك بإبلاغها بأن المشروع قائم على رفض الحزبية، لا سيما الحزبية القائمة على سرية الغدر ونظام الخلايا، والتي تغلغلت في السودان وتلك الدول فأضرت بالمصالح العامة وعلاقات السودان الخارجية.
هذا مع اهتمام خاص بالعلاقة مع دول الجوار والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، والتأكيد على استراتيجية العلاقة مع الدول المسلمة عبر مجلس التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقاً).
9. طمأنة الجهات الخارجية بأن المشروع يحترم المواثيق الدولية والإقليمية، وأنه يسعى لعلاقات خارجية متوازنة ومراعية للأمن والسلم الدوليين والمصالح الإقليمية والدولية المشتركة.
هذا مع وضع الجهات الخارجية التي تسعى لتقسيم السودان والإضرار به أمام الأمر الواقع، وذلك بإثبات التفاف الأمّة السودانيّة وفئاتها المؤثرة في السياسة السودانية حول المشروع الإصلاحي.
لدي رد على شبهة تتهم المسلمين بالانتهازية في العلاقات الخارجية بتغيير السياسة حال القوة، وهي متعلقة بمشروعية جهاد الطلب، فيرجى الرجوع حولها إلى؛ مدونتي » الموجز اليسير في الجهاد والتكفير » سبب مشروعية الجهاد، وحبذا الرجوع كذلك إلى مبحث آيات السيف والبراءة، ومبحث حكم العهد  المطلق من كتاب الموجز اليسير.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس 11 صفر 1441ه، 10 أكتوبر 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق