الكمال في الدينا إنما هو في الأذهان والنظريات، وليس في الواقع كمال، فمثلاً ماء الشرب لابد فيه من وجود جراثيم أو نجاسات مهما كان طاهراً، وكذا الخضروات واللحوم.
ولكن من حكمة الله سبحانه وتعالى الباهرة أن النقص في الحياة الدنيا فيه حِكم عظيمة، فالجراثيم والنجاسات القليلة تقوي المناعة الطبيعية، فكذلك ما في الآليات البشرية من نقص فيه ابتلاء واختبار من الله عز وجل، ولذا فإن أهم وسيلة للإصلاح المستمر هي التصفية والتربية.
فإن قيل مثلاً بأن في الانتخاب الهرمي ثغرات للفساد والخداع، فيقال؛ الانتخاب الهرمي أبعد عن خداع الناخبين والفساد من غير الهرمي، والواجب الدعوة إلى الأمانة والنزاهة، ووضع ضوابط وعقوبات مناسبة.
فالفساد وشراء الأصوات أيسر في الأنظمة الديمقراطية الحزبية، وذلك لأن الناخب لا يعرف من ينتخبه معرفة مباشرة أو قريبة السند، ولأن فرز الأصوات فيها أكثر تعقيداً بسبب انعدام الهرمية في الانتخاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق