كتبت هذا ا لمقال بتاريح الخميس جمادى الأول ١٤٤٥هـ، ٧ ديسمبر ٢٠٢٣م، يعني بعد حوالي ثمانية أشهر من بداية الحرب.
بسبب طول أمد الحرب تسلل الشك والضيق إلى نفوس بعض الناس، فالناس يريدون العيش في أمن وسلام.
وتحقيق الأمن والسلام واجب شرعي ومطلب طبيعي.
فإذا لم يمكن إنهاء الحرب بانتصار الجيش، فلا توجد في نظري القاصر - حسبما ألاحظ من معطيات - آلية سلمية سريعة لإنهاء الحرب.
ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
فالعمل بآلية سلمية تبدو بطيئة أسرع في الوصول للمراد من السبل المعوجة بعيدة المنال.
ومن تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه.
والأحزاب السياسية غير مأمونة في تبني آلية سلمية لإنهاء الحرب، وذلك لأنها تقدم مصالحها ومصالح قادتها الشخصية على المصالح العامة.
ولذا أقترح تأسيس جماعة نصح سياسية تعمل على الإسراع بإنهاء الحرب بطرق سلمية.
ولأجل استقرار السلام تعمل جماعة النصح على إعادة هيكلة النظام السياسي، بدءاً بإعادة هيكلة الأحزاب السياسية المدنية، وذلك بتحويلها لجماعات نصح سياسية لا تسعى لسلطة.
وأما الأحزاب السياسية المسلحة (الحركات المسلحة والدعم السريع وحتى الجيش إذا صح أن حزباً مدنياً سيسه)، فإنها لا تستطيع أن تعمل ولا أن تحكم بدون حاضنة جماهيريّة، ولذا يمكن السعي لإصلاحها بالتدرج أيضاً مثل السعي لإصلاح الأحزاب السياسية غير المسلحة.
تعمل جماعة النصح المقترحة وفق التصور التالي الذي بعنوان "مقترحات لحل الأزمة السودانية" (ويوجد تفصيل في الرابط الذي في الأخير).
والدعوة لآلية سلمية لإنهاء الحرب لا تعني أن الجيش أخطأ في قتال التمرد، فإنه لم يتوقف عن التفاوض منذ البداية، والتمرد هو من بدأ الحرب، ولو صح أن الجيش بدأها، فإن التمرد كان مستمراً في التوسع مع المماطلة والخداع، فربما أدى تأجيل قتال التمرد لحرب شاملة في جميع أنحاء السودان وتفاقم حل مشكلة الجيشين:
والصلح بين المسلمين واجب حتى مع الفئة الباغية بعد قتالها وحملها على الرجوع إلى أمر الله بنص القرآن.
والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الخميس جمادى الأول ١٤٤٥هـ، ٧ ديسمبر ٢٠٢٣م
سددكم الله، نرجو عرض رؤيتكم على أمناء الأمة
ردحذف