هذه حلول ناجعة على هدي الشرع، ليكون السودان قدوة.
سودنة نظامنا الانتخابي (سنا)
بسم الله الرحمن الرحيم
ميزة المبادرة
• تتضمن حلولاً عملية غير مسبوقة لأزمتنا السودانية.
حدودها
• جذور أزمتنا ومجمل حلولها العملية.
مفردات
• الحَلْقَدة؛ الحل والعقد.
لعناية سعادة رئيس مجلس السيادة ومجلسه الموقر
صورة لكل مواطن سوداني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنودها
١. صلح وطني عام بمقتضى العدل يشمل من تمرد بالسلاح ثم فاء إلى الحق بنفسه أو بحمله عليه.
٢. فترة انتقالية بإدارة المجلس السيادي.
٣. تشكيل جهة حَلْقَدية مؤقتة وعقد مؤتمر دستوري، تتولى المقاومة الشعبية التنسيق لهما بالتشاور مع الأعيان والعلماء وبالشروط اللاحقة.
• تختار الجهة الحَلْقَدية المؤقتة حكومة كفاءات مستقلة للفترة الانتقالية.
• فيختار رئيس الوزراء المجلس الحلقدي الاتحادي (البرلمان)، وتختار المجالس الولائية الولاة.
٤. تحويل الأحزاب لجماعات نصح سياسية باستفتاء عام، ومنع جميع أشكال السعي للسلطة.
٥. إجراء انتخابات هرمية غير حزبية في نهاية الفترة الانتقالية.
وبعد ...
• أهم روابط قوميتنا هي؛ القومة لديننا، ودمنا، ووطننا السياسي، وأوطاننا الحقيقية التي يضمها وطننا السياسي.
• يجب الصلح بعد الاقتتال ورجوع البغاة إلى أمر الله؛ ﴿فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا﴾.
• والصلح لا يستلزم المحاصصة والإشراك في القرارات المصيرية.
• سبب اختيار المقاومة الشعبية لتنسيق الجهود المدنية هو ثقة الناس بها لتضحيتها، وذلك بشروط هي؛
١. اعتبارها جهة مدنية صفتها الحربية بإمرة القوات المسلحة، وتسمى النفرة القومية.
٢. الترشيح للتصعيد فيها لغير المرشِّح وعضو نفس المنظمة المشكوك في سعيها للسلطة.
٣. أن تكون ناصحة لا حاضنة، لأن النصيحة مساندة وطاعة في المعروف، وتصحيح للخطأ وتقويم منضبط بالشرع.
٤. منع سيطرة أي حزب سياسي عليها.
جذور الأزمة متفق عليها
• اتفق الجميع على أن أهم أسباب أزمتنا؛ الصراعات الحزبية والقبلية والجهوية، والتدخلات الخارجية عبر هذه الصراعات.
• وعلى ضرورة التمثيل الحقيقي للناس ورؤاهم ورؤى المختصين من ممثليهم.
• وعلى ضرورة التعدد المدني مع الوحدة القومية.
• ولكن مع الاتفاق على أسباب الأزمة وحلولها النظرية؛ ظللنا منذ الاستقلال نكرر ذات الحلول العملية.
شكل التعدد السياسي
• مجال عمل جماعات النصح هو نفس مجال عمل الأحزاب عدا السعي للسلطة بنحو المحاصصات والترشيحات.
• فبغير النأي عن التحزب السياسي الذي ولد القبلية والجهوية والاقتتال يظل السودان مضطرباً أو تحت تسلط لوبيات حزبية.
آليات الشورى
• كان النبي ﷺ يستشير في بعض المسائل عامة الصحابة رضي الله عنهم وفي بعضها خاصتهم.
• فآلية تحقيق رؤى جماعات النصح هي النصح والمطالبة باستفتاءات عامة أو خاصة بمشاركة مختصيها أو قراءة أوراقها في البرلمان.
• في هذه الآلية تمثيل حقيقي لرؤى الناس والمختصين من نوابهم، وذلك لأن الاستفتاء يجرى في كل مختلف فيه.
• وأما آلية التنافس الحزبي؛ فقليل من يطلع على برامج الأحزاب، ومن يعرفها قد ينتخب لموازنات شخصية ضيقة.
الانتخاب الهرمي
• لا تمثيل حقيقي للناس عبر انتخاب عام إلا بالانتخاب الهرمي، وهو مبني على أسس يقينية بالدراسات والتجارب البشرية.
• والانتخاب الهرمي تصعيدي، فلا يصوت الناس إلا لمجالس قاعدية فقط، ثم تصعد هذه المجالس من أعضائها إلى مجالس أعلى فأعلى حتى البرلمان الاتحادي.
• ويضيف البرلمان مختصين لعضويته يرشحهم رؤساء البرلمانات الولائية، لأن توزيع المختصين جغرافياً متباين عادة.
• التمثيل حقيقي بالانتخاب الهرمي لأن معرفة الناخب القريبة بالمرشح تمنع خداعه، وتغني عن الحملات الانتخابية التي يحتكرها مالكو المال والإعلام، وتسهل إدارة الانتخابات ومنع التزوير.
ضابط الانتخاب الهرمي
• ولدرء خطر اللوبيات والاختراق يُضبط الترشيح بالمحكمة الدستورية بنظرها في صحائف المرشحين الجنائية والطعونات الواردة فيهم لا سيما طعونات الاستخبارات العسكرية والشرطية والعامة.
• وهذا الضبط يحقق توفر شروط أهل الحل والعقد في أكبر عدد ممكن من المرشحين.
• وليس في هذا الضبط تحايل لهيمنة فئة، لأن البرلمان المنتخب هو من يختار المحكمة الدستورية ورئيسَ البلاد الذي يختار قادة أجهزة الاستخبارات.
آلية الترشيح
• الترشيح من الغير، فيُمنع الترشُّح وترشيح عضو نفس المنظمة المشكوك في سعيها للسلطة.
• والطلب الحزبي للإمارة أضر لأن حقيقته هي طلب أفراد يتقوون بأحزابهم.
• أهم فوائد منع السعي للسلطة؛ الحد من التنازع لأن الوظائف العليا محدودة ومهمة؛ فالرئيس واحد، وكذا وزير الصحة والوالي وهكذا.
• وهو أضر من التنافس على الموارد المهمة المحدودة.
• وما أحب أحد الزعامة إلا حسد وبغى.
• ومن الفوائد؛ الحد من تغليب المصالح الشخصية والحزبية لما في السعي للسلطة من حرص عليها وعلى الثروة.
• ومنها؛ بيان الكفاءة بخدمة الناس لا بالوعود.
• وتزكية الغير أبلغ من تزكية النفس، وهي في الانتخاب الهرمي كالتسويق المباشر.
حزبنا السياسي
حزبنا السياسي واحد هو السودان.
وحزب أغلبنا الديني واحد هو الإسلام.
ويشمل حزبنا السياسي أهل ذمتنا باصطلاح الفقهاء (غير المسلمين)، والذمة تعني العهد (الميثاق الوطني).
قال القرافي المالكي رحمه الله: (والذي إجماع الأمة عليه أن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك صوناً لمن هو في ذمة الله) الفروق (ج٣/ص٢٦).
فنحن أمّة واحدة لها مقاصد مشتركة، وقوم واحد له جوامع يقوم لها، وجوامعنا الأساسيّة هي؛ الدين، والذمة (الميثاق الوطني)، ورحم بدرجة رحم الشعب الواحد، ويضم وطننا السياسي أوطاننا الحقيقية (بلاد المولد والنشأة والعشيرة).
قال رسول الله ﷺ: (إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً)، رواه مسلم بلفظ مختلف.
فبنو إسماعيل والقبط شعبان بينهما رحم، ولم يكن القبط مسلمين عندما أوصى النبي ﷺ بهم.
ولا تتم وحدتنا إلا بجيش واحد تحت قيادة واحدة.
ولم توجد أحزاب سياسية فترة السلطنة الزرقاء (١٥٠٤-١٨٢١) وسلطنة دارفور (١٦٠٣-١٨٧٤) ثم الحكم التركي ثم الدولة المهدية، وقد نشأت الأحزاب في السودان أيام الاستعمار البريطاني.
وقد عاصر الشاعر محمد سعيد العباسي (١٨٨١-١٩٦٣) فترة الديمقراطية الحزبية وما قبلها، وقد قال في ذم التحزب ما يلي؛
فلو درى القوم بالسودان أين هم ... من الشعوب قضوا حزناً وإشفاقا
جهلٌ وفقر وأحزاب تعيث به ... هدّت قوى الصبر إرعاداً وإبراقا
إن التحزب سم فاجعلوا أبداً ... يا قوم منكم لهذا السم ترياقا
ضموا الصفوف وضموا العاملين لها ... لكي تنيروا لهذا الشعب آفاقا
والأحزاب السياسية اسم على مسمى، فعلاقة أعضائها ليست مجرد انتماء خاص، بل عصبية بغيضة مبنية على حب السلطة والثروة، فأقل أعضائها يريد مجرد علاقة ولو برئيس بلدية لخدمة مصالحه الشخصية.
ولا تنكر جهود الأحزاب في استقلال السودان والمحافظة عليه وعلى هويته.
ولأجل أن نستفيد من طاقات شباب الأحزاب وحكمة شيوخها؛ فلنسع لتحويلها إلى جماعات نصح سياسية.
حدود المبادرة
لم تشمل المبادرة الحلول العملية المضمنة في الحلول المذكورة أو التابعة لها.
ولم تشمل الحلول المعلومة والمتفق عليها إلا ما يقتضيه الشرح والبيان.
وذلك بغرض الإجمال والاختصار والبدء بالأهم فالمهم مراعاة لأوقات الناس واحتراماً لها.
وبالمثال يتضح المقال؛ فلم تشمل المبادرة الحلول الاقتصادية لأنها تبع لاختيار الحكومة بآلية تقدم مراعاة المصالح العامة، وهي تبع أيضاً لبرامج جماعات النصح السياسية المقترحة.
وفي القضايا الأمنية المترتبة على الحرب وما قبلها؛ اكتفت المباردة بالإشارة إلى اعتبار المقاومة الشعبية منظمة مدنية صفتها الحربية بإمرة القوات المسلحة.
فهذه المبادرة لا تهدف لإثبات قدرات أصحابها، فأصحابها لا يتطلعون لمنصب ولا محاصصة ولا صوت ناخب لأنها تمنع السعي للسلطة.
ولمزيد شرح لأسباب عدم استقرار السودان مقابل استقرار دول فيها ديمقراطية حزبية كماليزيا والهند والغرب نرجو الاطلاع على أطروحة سياسية تسمى التَّشْوَقَة، وهي رؤية عملية مبنية على آليات اجتهادية ومباديء شرعية في [١].
وختاماً ...
فهذه دعوة لوحدة السودان وأهله وإدارته وجيشه وقيادته، وذلك بآليات بديلة للاجتماع في المتفق فيه والتوافق على حلول مرضية في المختلف فيه.
ونرجو أن تنال هذه المبادرة استحسان جميع السودانيين، وفي السودان يُعبر عن استحسان شيء ما بقول؛ سنا! وهي كلمة عربيّة، صحّ عن إحدى أمّهات المؤمنين أنها حبشيّة الأصل.
وهي لغةً تعني علا وارتفع وتم حسنه وجماله، وهي في الضوء تعني لمع، وفي كتاب الله سبحانه وتعالى؛ ﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾.
وندعو أخيراً جميع الحادبين على مصلحة البلد إلى مساندة المبادرة.
والله تعالى أعلم.
التاريخ
الإثنين ٢٢ رمضان ١٤٤٥هـ، ١ أبريل ٢٠٢٤م.
كيف؟
وردني سؤال عن كيفية تطبيق ما سبق من مقترحات، فأجبت بأنه بمطالبة صناع القرار بإجراء استفتاء عام حول الجديد من الحلول، ولو أنشأ الناس جماعة نصح سياسية تتواصل مع أقياد الناس من اتحادات ونظار وعلماء تكون المطالبة أبلغ.
وإذا أجري استفتاء عام فقد لا تقل نسبة الرافضين للحزبية من الأمّة السودانية عن ٨٠٪، ويقال أن الدراسات تشير إلى أن نسبة أعضاء الأحزاب السياسية في كل قوم حوالي ١٠٪ فقط.
ولن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا بالسعي في أسباب التغيير وترك ما يضادها؛ قال الله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.
والجزاء من جنس العمل في الدنيا والآخرة، ومما يدل على أنه في الدنيا أيضاً قول رسول الله ﷺ: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله؛ إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذ بعض ما كان في أيديهم).
وقال في نفس الحديث: (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم).
وقال فيه أيضاً: (ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم).
والحديث بتمامه هو؛ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله ﷺ فقال: (يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن؛ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) [٢].
والله تعالى أعلم.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الإثنين ١٦ ذوالقعدة ١٤٤٤هـ، ٥ يونيو ٢٠٢٣م
مصادر
[١] خمس رسائل إصلاحية في السياسة الشرعية.
[٢] السلسلة الصحيحة (١٠٦)، صحيح الجامع (٧٩٧٨).
[٢] السلسلة الصحيحة (١٠٦)، صحيح الجامع (٧٩٧٨).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق