حكم المواقيت في هذه المناطق
المحتويات
علل الأحكام ومقاصدها
إذا علمنا أن التقدير بترك العلامات مع وجودها موافق للسنة، فإنه لم يرد نص في كيفية التقدير، فهو أمر اجتهادي.
حكم المواقيت في هذه المناطق المحتويات علل الأحكام ومقاصدها
إذا علمنا أن التقدير بترك العلامات مع وجودها موافق للسنة، فإنه لم يرد نص في كيفية التقدير، فهو أمر اجتهادي.
فأما اختيار خط الطول فلأن الزوال واحد في خط الطول الواحد، وبالتالي يكون الظهر هو المعيار، ويكون الظهر بوقته المحلِّي وباقي الصلوات بالتقدير.
والسبب في اختيار وقت الظهر هو أنَّ تغيره ليس كثيراً، فتغيره في البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات هو مثل تغير الوقت في البلاد المعتدلة.
ولأن الظهر وسط النهار فيُقاس عليه ما قبله وما بعده، حتى يجد المسلم وقتاً كافياً للراحة في اللَّيل قبل الفجر، خلافاً لمن قدر المغرب في الصوم وأبقى على الفجر والإمساك على التوقيت المحلي.
وقد بدأ الله عز وجل في ذكر الأوقات في القرآن بدلوك الشمس - وهو زوالها عن كبد السماء على الأرجح، وهو وقت الظهر - في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، والدلوك في اللغة الميل.
وسمى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر الأولى، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صلى الضحى أربعاً، وقَبْلَ الأولى أربعاً بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ)، حسنه الألباني رحمه الله تعالى [1].
وأما التقدير طوال السنة مع وجود أوقات معتدلة ما بين الشتاء والصيف وما بين الصيف والشتاء، فلأنَّ هذه الأوقات المعتدلة تتغير فيها أوقات الصلوات تغيراً كبيراً معدله حوالي ربع ساعة كل أسبوع، مما يؤدي إلى خلل كبير في المواقيت وتنظيم ساعات النوم والعمل.
وهذا الخلل والتغير الكبير في المواعيد يتعارض مع ما خلق الله عز وجل عليه الإنسان وجسمه من التعود على أداء الأعمال في أوقات محددة، وهو ما يسميه المختصُّون في هذا المجال بالساعة البيولوجية، والتي لها أثرها في الأعمال والنوم والراحة والإفرازات الهرمونية في الجسم.
وعندما يتم التقدير طوال السنة، فإِنَّ أوقات الصلوات في الأيام المعتدلة تكون مع التقدير داخل الوقت الاعتيادي مع التأخير عن أوَّل الوقت، وهذا أشبه بتأخير النبي صلى الله عليه وسلم الظهر عند اشتداد الحر وتبكيره بالعشاء لرفع المشقة والحرج عن الناس، وهو شبيه بتثبيت المسلمين في البلاد المعتدلة للأوقات بالساعة داخل الوقت الاختياري لتناسب أحوال الناس.
والملاحظ أن كل أوقات الصلوات متقاربة في البلاد المعتدلة عدا الفجر، فإن زمن الفجر بعيد عن العشاء وبعيد عن الظهر، وما بين العشاء والفجر وقت للنوم، وما بين الفجر والظهر وقت للكسب، وللمزيد حول النوم وتنظيم الأوقات؛ مدونتي » إرشادات » تنظيم النوم والأوقات.
وأما إذا قيل لماذا نقدِّر على مكة وليس على أقرب البلاد التي يطول نهارها طولاً غير مفرط والتي يكون نهارها أطول نسبياً من مكة صيفاً وأقصر شتاءاً؟ فالسبب هو أنَّ التقدير على مهبط الوحي أنسب لكون الوقت فيه أكثر اعتدالاً.
وأما من طال نهارهم صيفاً طولاً غير مفرط - كأهل سمرقند وبخارى - فالأيسر لهم الانتظار إلى أن يحل الظلام لصعوبة النوم مع وجود ضوء الشمس، بخلاف أهل البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات حيث إن الخلل في الأوقات كبير، فأهل هذه المناطق مضطرون إلى إحداث ظلام اصطناعي بالستائر وغطاء العينين ونحو ذلك، فكان الأنسب العودة بحكمهم إلى مهبط الوحي.
المصادر
[1] صحيح الجامع (٦٣٤٠).
حكم المواقيت في هذه المناطق المحتويات علل الأحكام ومقاصدها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق