الشوكة هي القوة والبأس والسلاح، ولا يوجد نظام سياسي من غير شوكة، وذلك للحفاظ على الأمن ضد المهددات الداخلية والخارجية من تمرد داخلي أو عدوان خارجي.
ورؤوس أهل الشوكة في عصرنا هم قيادات الجيش العليا العسكرية والاستخباراتية، وقادة الشرطة والاستخبارات الشرطية، وبعض الدول تسلح الاستخبارات العامة.
ورؤوس أهل الشوكة هم الأدرى بقدرات البلد العسكرية والدفاعية ومخططات الأعداء الخارجيين والثغرات الداخلية.
فلابد أن تكون للقيادات العليا للجيش والاستخبارات العسكرية والأمنية وقيادة الشرطة مقاعد في مجلس رئاسي يختص بالأمن والحرب والسلم.
وفي عضوية القيادات العسكرية في المجلس الرئاسي تأمين للنظام التَّشْوَقِي من الانقلابات العسكرية.
وضباط الجيش يدرسون في الكليات الحربية دراسات سياسية كالحقوقية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية، ولا يرتقي العسكري في الرتب العسكرية إلا بعد اجتياز امتحانات نظرية.
والسلطة السيادية بحاجة لرؤوس أهل الشوكة، وذلك لأهمية قوة البدن والمعرفة والخبرة العسكرية في السلطة السيادية المختصة بالأمن والحرب والسلم.
قال الله تعالى ذكرُهُ؛ {قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}.
والقوات النظامية وقادتها أكثر معايشة للأمور السيادية، وأعرف بالمخاطر الداخلية والخارجية وبخطط ومؤامرات الأعداء، وأقدر على تمييز العدو من الصديق، وذلك عبر الاستخبارات العسكرية والعامة.
وحماية الجيش للحدود دور سياسي، ولا يقف دور الجيش عندها، لتداخلها مع شؤون سياسية أخرى.
والسياسة من ساس يسوس لغةً، ومما يدخل في معانيها الحرب والسلم والاقتصاد والخدمات الأساسية والقضاء وإدارة شؤون الدولة.
ولتداخل شؤون الحرب والسلم يقولون؛ الحرب والسلم، وفي كتب الفقه والحديث يقولون؛ الجهاد والسير.
فالسيرة لغة هي الطريقة والهيئة، وأحكام الصلح والعهد والنبذ متعلقة بالجهاد، فلعل الصحيح أن يقال في معنى السير في "الجهاد والسير" أنها طرق معاملة غير المسلمين، لأن طريقة الجهاد مضمنة في كلمة الجهاد.
ولعمل استخبارات الجيش صلة قوية بعمل الاستخبارات العامة والاستخبارات الشرطية، ولذا تتعاون أجهزة الاستخبارات فيما بينها.
في السودان كان منع العساكر من المناصب السياسية خطة استعمارية، لأن بداية مقاومة الاستعمار في السودان كانت من العساكر.
فقد بدأت مقاومة المستعمر بجمعية سرية اسمها الاتحاد السوداني بقيادة الملازم علي عبداللطيف الذي أسس واجهة صدام باسم جمعية اللواء الأبيض، ثم تحركت وحدات عسكرية ضد الاستعمار بقيادة الملازم أول عبداللطيف الماظ ومعه الملازم ثاني حسن فضل المولى والملازم ثاني ثابت عبدالرحيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق