ضرر تمرير القرارات بدون شورى

يبدو أن بعضاً قد تمكنوا من تمرير قرارات عامة كبرى بإخفاء بعض الحقائق بشعارات توافق عليها جماعة أنصار السنة مثل؛ "المشاركة الفردية والتقريب بين الأطراف".
وحول إخفاء حقائق في عهد الإنقاذ أنقل التالي من الرابط الذي في الهامش؛
(ومما كشف ما يخفيه أنه قال في بداية اللقاء عن علاقة أنصار السنة مع الحكومة أنها مشاركة وليست محاصصة، وفي منتصف اللقاء قال "بينما هذه حصة كان متفقاً عليها"، وصرح قبلها في الإعلام كثيراً بأنها محاصصات.
ثم ادعى ومن معه بأن الإعلام يكذب عليه! من غير سعي منه ومعاونيه لمقاضاة أولئك الإعلاميين، والسؤال؛ لماذا لم يكذب الإعلام على الشيخ الهدية والشيخ أبي زيد رحمهما الله تعالى؟ ولم نسمع بأن الإعلام يكذب على الأحزاب وقادتها بهذه الطريقة الغريبة.
فالملاحظ في التصريحات الإعلامية لشيخينا الهدية وأبي زيد رحمهما الله تعالى وصف تولي بعض أفراد الجماعة وظائف سياسية عليا بأنه فردي وليس تمثيلاً للجماعة) [١٣].
وكثير من تلاميذ مسؤول اللجنة السياسية يعتقدون صحة كل الآليات الديمقراطية، فقد تواتر مدحهم الديمقراطية، وكتب يوماً أحد أعضاء اللجنة السياسية؛ "الديمقراطية هي أفضل ما أنتجته البشرية!"، ومدح قيادي متأثرٌ بنهجهم الانتخابات العامة دون تفصيل، وقد ورد مدح الديمقراطية في خبر الاتفاق مع الشعبي الذي نفاه د. الماحي، ولكنه أثبت لقاء الشعبي وعرض رؤية اللجنة السياسية عليه.
وأولى أولويات أنصار السنة العقيدة، فهي تدعو للتوحيد وتحمي جنابه ببيان الشرك الأكبر والأصغر ووسائل الشرك، وتدعو إلى الإيمان وتحمي حماه بمحاربة الكفر الأكبر والأصغر ووسائل الكفر والطرق الموصلة إليه.
وما يحدث يذكرني كلام شيخنا الألباني رحمه الله في أن السياسة المعاصرة (السعي الحزبي للسلطة عبر انقلاب أو معترك سياسي) هي السبب في التنازل شيئاً فشيئاً، فالحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والغموض يشوه صورة الجماعة ويشمت بنا الأعداء، فمنهم من يعد من خذلان الشريعة التقارب مع العلمانيين وأشباههم ورفض تأييد مبادرة الطيب الجد.
ومجمل القول في المبادرة؛ "تأثير لا يرجح كفة لا يبرر تأييد مبادرة الجد، ويلزم مرجِّح الكفة وضع لمساته، فالحاجة تقدر بقدرها"، والتفصيل في الرابط الذي في الهامش [١٤].
ومن وضع نفسه موضع شبهة، فلا يلومن إلا نفسه، فليست قيادة جماعة بأفضل من رسول الله ﷺ، وليس مقوديها بأفضل من الصحابيين الذين خشي عليهما.
فعن أم المؤمنين صفية رضي الله عنها: (كان النبي ﷺ معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فقال النبي ﷺ: (على رسلكما، إنها صفية بنت حيي)، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً)، صحيح مسلم (٢١٧٥).
وقد نص ابن القيم رحمه الله على أنه لا يقين في القضاء إلا بالقرائن وأن الشهادة والاعتراف ظنيتان.
بل نص كذلك على أن القرينة الواحدة يمكن أن تكون يقينية مستدلاً بقول الله تعالى: ﴿وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين﴾.
ولا يلزم بالقرائن من لا يعرفها، ولكن ليس له أن يكذب بما يجهل، قال الله تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ٣۹]
وكما قال أحد الفضلاء؛ لو لم يكن في مشروع الاتفاق غير وصف أنصار السنة بعدم الوضوح لكفاه سوءاً.
عمر عبداللطيف محمد نور
لوند، السويد
الأحد ٧ جمادى الأول ١٤٤٤هـ، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢م.

مصادر وملاحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق