التحزبية والقسرية واليوسف

رجوع إلى قسم شبهات وردود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن استن بسنتهم إلى يوم الدين.
غالب التحزبيين والقسريين لم يخالفوا أهل السنة والجماعة في أصل عظيم ناقض لركن من أركان الإيمان أو الإسلام، ولا في قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام كإجماع الصحابة رضي الله عنهم، ولا في جزئيات عديدة تعود على قاعدة بالنقض [١].
ومنشأ خلافهم هو تعصبهم لآرائهم وجعلها أصل دعوتهم وتمايزهم بها عن أهل السنة والجماعة وعقدهم الولاء والبراء عليها.
وبعض ما خالفوا فيه معدوداً من شارات أهل البدع، كالقول بجواز الخروج على الأئمة المسلمين الراعين لأصل الدين الشهادتين والصلاة، وهو قول تميز به الخوارج والمعتزلة، وبعض ما خالفوا فيه يوافق أهل البدع في بعض الوجوه ويؤدي إلى قولهم.
وكلمة الجماعة في أهل السنة والجماعة هي لاجتماعهم على السنة، ويقابلهم أهل البدعة والفرقة، فيشملون من يعقدون الولاء والبراء على ما لا ينبغي عقد ولاء وبراء عليه، فيحزبون الناس على ذلك ويفرقونهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين; يوالون عليه ويعادون; كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك) [٢].
وقد كان منشأ بدعة الخوارج التعصب لرأيهم السياسي الرافض للتحكيم، فجعلوه أصلاً عظيماً، وجعلوا مخالفه مخالفاً لأصل الدين وهو التوحيد، وهو مرادهم بقولهم لا حكم إلا لله.
فالخوارج لم يخالفوا في أصل عظيم ناقض لركن من أركان الإيمان ولا الإسلام، وإنما كفروا برأيهم في عدم جواز التحكيم، واستحلوا به الأموال والأنفس والأعراض، وفرقوا به جماعة المسلمين.
لا شك أن الاهتمام بولاية الناس وإصلاحها من الدين، ولكن يجب أن يكون ذلك وفق الشرع.
في الإخوان المسلمين قسريون وتحزبيون، ولذا سلكوا طريقين متوازيين في منهج الدعوة وإصلاح أمر ولاية الناس، كليهما خطأ.
فالطريق الأول؛ هو تشكيل تكتلات تسعى لمزاحمة الآخرين عبر المحاصصات والترشيحات على طريقة الديمقراطية الحزبية، وهو طريق ضرره أعظم من نفعه، وقد بيَّنتُ خطأ هذا المسلك في؛ مدونتي » إصلاح » الإصلاح السياسي الأصلي والاستثنائي » السعي الحزبي للسلطة.
وهذا لا يمنع جواز قبول وظائف سياسية عليا لتخفيف الشر أو دفع الأضر، ولكن بتمثيل المتولي نفسه لا بتمثيل منظمة مدنية سياسية كانت أو دعوية أو غير ذلك.
ولأن أصحاب هذا النهج تشبثوا بالحرية فليس فيهم غلو في التكفير والجهاد، بل فيهم تساهل في أحكام التكفير والعقوبات والجهاد، ولكن قد يوجد لديهم تكفير وتفجير سياسي، وقد يستغلون من فيهم غلو في التكفير والجهاد.
ومع ادعاء أصحاب هذا النهج الديمقراطية والحرية والشورى، فإنهم بعيدون عن الشورى في تنظيماتهم السياسية والدعوية ومراكزهم.
فهم مضطربون، يعلمون في قرارة أنفسهم أن الديمقراطية الوضعية الحزبية خدعة صهيونية، ولهذا فهم يثنون على مبادئها وآلياتها ويخالفون مبادئها حتى داخل منظماتهم ومراكزهم، كما فعل الترابي في جماعته ثم دولته، في تقليد أعمى لطريقة الصهاينة.
فهم مقلدون ومع ذلك يدعون أنهم مفكرون، ولم نر لهم استنباطاً ولا رأياً جديداً، وغاية ما عندهم في التغيير السياسي؛ تقليد الغرب والموازنات عند التزاحم والتعارض المنقولة المعلومة مع خلل في فهمها وتطبيقها وتصور مدى نفعها.
ولو كانت لهم تعديلات على الديمقراطية الوضعية كما يدعون لأخرجوها للناس، وتقليدهم الصهاينة في آليات الديمقراطية الوضعية هو بسبب جهلهم بفوارق الظروف والمباديء، فنسبة اليهود في كل العالم لا تتجاوز ٠.٢٪، وعددهم في الغرب قليل، فلا يستطيع الصهاينة السيطرة إلا بالمكر والخديعة.
وأما نحن فغالب شعوبنا مسلمة، وحتى ولو لم يكن حالنا كذلك، فالمُخادعة والمكر والخيانة ليست من قيمنا الإسلامية ولا من أخلاقنا العرفية.
ومع ذلك فالصهاينة أذكى من هؤلاء، لأن خداع الصهاينة خفي، لاحتوائه على كثيرٍ من الصدق في فرز الأصوات والسماح بالتكتلات المدنية التي تحفظ كثيراً من الحقوق، مما يغطي على الظلم في اختيار السطات، والظلم في توزيع الثروات.
واقترحتُ للإصلاح السياسي في ظل نظام حزبي بديلاً شرعياً، وذلك عبر جماعات نصح سياسية لا تسعى لسلطة بترشيحات ولا محاصصات ولا أي سبيل كان، وذلك في؛ مدونتي » إصلاح » جماعة نصح لتشوقة السودان.
الطريق الثاني؛ سبيل القسر الذي انتهجه بعضهم فأدى بهم إلى غلوٍ في أحكام التكفير والجهاد بدرجات متفاوته.
فبسبب أقوال مُخالفة للصواب لأئمة وعلماء من السلف والخلف في مسائل متعلقة بالإكراه في الدين كمقاصد بعض العقوبات وسبب مشروعية جهاد الطلب، أثرت جماعة الإخوان في بعض سالكي منهج السلف، وقد قال العلماء؛ زلة العالم مما يهدم الدين.
فالقسريُّون يظنون أن الإمارة والولاية للقسر والتسلط، وأن جهاد الطلب يُشرع دون سبب، والصحيح أن الولاية لحراسة الدين دون إكراه، وأن لجهاد الطلب علة مركبة من وصفين، وهما؛ الكفر وخوف الخيانة، وذلك بظهور أمارات الخيانة إما لاحقاً أو قبل قوة المُسلمين بالمُحاربة وتكرار الغدر.
وبينت مسألة جهاد الطلب وما يتعلق  بها في ثلاثة مباحث من كتاب؛ الموجز اليسير حول شبهات في الجهاد والتكفير، وهي؛ حكم العهد المطلق، وسبب مشروعية الجهاد، وآيات السيف والبراءة.
القسريَُون هم من يجعلون آراءهم المخالفة المتعلقة بالحكم والقسر أصل دعوتهم وولائهم وبرائهم، ومن ذلك تعصب بعضهم للقول بأن مخالفة الشرع عملياً بما سُمي بالقانون العام شرك أكبر، وهؤلاء جعلوا رعاية الدولة ما دون الصلاة من واجبات معلومة متواترة بمنزلة التوحيد، بل قدم بعضهم الاهتمام بذلك على الاهتمام بالتوحيد، ولهذا تجد من أولى أولوياتهم إعداد العدة للخروج على الحكام بالثورات السلمية أو المسلحة؛ مدونتي » إصلاح » أيهما نحارب الشرك البدائي أم الحضاري؟.
والقسريُّون يملكون أموالاً كثيرة عبر جمعيات خيرية وتنظيمات سرية وعلنية يستخدمونها في نشر مذهبهم وتأليف قلوب الناس لهم ولنهجهم.
والقسريُّون متأثرون بنهج جماعة الإخوان المسلمين أو منخدعون بها، وهم يدافعون عن جماعة الإخوان بشيء من الباطل، ويكثر في كل صفوف المجموعات القسرية إخوان أو أعضاء سريُّون في جماعة الإخوان تزيد صدورهم إيغاراً على دعاة التوحيد والسنة بتتبع زلاتهم، وكانت لبعض القسريِّين أو ما زالت لهم صلة ولاء وبيعة بتنظيم الإخوان.
ويجب التفريق بين مجرد الخطأ في شيء مما سبق وجعله أصل الدعوة ومحورها وعقد الولاء والبراء عليه، فلا يخلو بشر من خطأ، ومن ذلك خطأ بعض الفضلاء في مسألة اعتبار التقنين العام كفراً أكبراً مخرجاً عن الملة.
فليس كل قسري ولا كل إخواني مبتدع مع كونها جماعات بدعة وضلال وانحراف عن المنهج الصحيح في الدعوة والإصلاح وبعض مسائل المعتقد، والأخطر من ذلك تكفير المسلمين بسبب تلك الآراء واستحلال دمائهم وأعراضهم وأموالهم كما تفعل الخوارج.
ومن يجالس قوماً فهو منهم في العموم، ولكن لابد عند التعيين من توفر شروط وانتفاء موانع، والمجالسة تعني الصحبة، ويجب التفريق بين من يجالس مبتدعاً واحداً ونحوه ومن يجالس أهل مذهب معين أو مذاهب متميزة ببدعة معينة من المبتدعة، وللمزيد حول التصنيف؛ مدونتي » إصلاح » تصنيف الناس بين الغلو والجفاء.
والفرق بين القسريِّين والجهاديين؛ هو أن الجهاديين أكثر غلواً في التكفير وأحكام الجهاد، فالقسريُّون يشترطون القدرة والنظر في المصالح والمفاسد في الخروج والجهاد عموماً، بخلاف الجهاديين الذين لا يشترطون القدرة أو لا يشترطون النظر في المصالح والمفاسد، وعند الجهاديين اضطراب في اعتبار المصالح والمفاسد.
ولهذا قلتُ عن القسريِّين يعدون العدة للخروج، فهم يرون أن الوقت غير مناسب للخروج، ومن طرقهم في ذلك؛ الإكثار من الإنكار العلني على الحكام في المنابر؛ مدونتي » إصلاح » التَّشْوَقِيَّة الشرعية بديلاً للديمقراطية الوضعية » نصح الأمراء والإنكار عليهم علناً.
والثورات الشعبية ضررها أعظم من نفعها حتى على الحكومات العلمانية عملياً أو اعتقاداً، مع أن الأصل عند القدرة جواز الخروج على الحكومات التي لا ترعى أصل الدين؛ الشهادتين والصلاة.
وبعض الحُكومات علمانية عملياً، لا ترى أن من واجبها عملياً -فسقاً وإهمالاً أو إرضاءاً للأحزاب أو الغرب- أن تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر؛ بما في ذلك دعوة غير المسلمين إلى الشهادتين ودعوة المسلمين إلى الإيمان والتوحيد وأمرهم بالصلاة ونهيهم عن تركها.
فهم يرون أن واجبهم هو فقط رعاية مصالح الناس الدنيوية وحماية الوطن والدفاع عنه، وبعض الحكام المعاصرين يرى أن الدفاع عن الوطن فوق الدفاع عن الدين.
وبعضهم علمانيون فكراً ومنهجاً وعقيدةً يكرهون الأحكام الشرعية المتواترة المعلومة من الدين بالضرورة المتعلقة بالأحكام السلطانية، وهؤلاء كفارٌ بعضهم أشد كفراً من اليهود والنصارى.
والنهي الوارد عن الخروج إنما هو على الحاكم المسلم الظالم الفاسق فسقاً دون ترك إقامة الصلاة في الناس، وللمزيد؛ مدونتي » إصلاح » شرعية السلاطين برعاية أصل الدين.
والثورات مخطط لها غالباً من الداخل والخارج، ولكن لحظة انطلاقها عفوية متعلقة عادة بالأزمات الاقتصادية، فالثورات في الغالب ليست مدروسة النتائج، ولهذا فهي في الغالب غير محمودة العواقب.
ولا أدري كيف يؤيد حكيم عاقل أمراً عفوياً غير مدروس! ولكن هذا ما يحدث خطأً أو حباً في الظهور وإرضاءاً للجمهور أو اغتراراً بالقيام بدور عظيم في المنطقة.
الأجنبي إن لم يكره ديننا، فإنه يسعى لسرقة خيراتنا، ومن وسائله الحديثة؛ الحرب بالوكالة أو مُحاربة الناس بعضهم ببعض، والثورات قد تكون ضمن مخطط الحرب بالوكالة. 
فبينما ساهم الفيسبوك في الثورات العربية؛ أغلق صفحة فلسطينية تدعو إلى الانتفاضة، ومع ذلك فإن مؤيدي الثورات يكررون بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي صاحبة الفضل في الثورات! وكأنهم يجهلون أن ثمة من يتحكم في هذه الوسائل.
وعادة أهل البدع التلون والظهور بغير حقيقتهم، إما لظهور السنة أو خوف السلاطين وعاقبة آرائهم المنحرفة، وخطورة المتلونين ممن فيهم بدعة تكمن في تمكنهم من خداع الأخيار، وبعض المتلونين قد يكونون خوارج قعدة يستحلون الدماء والأموال والأعراض ولكنهم لا يصرحون.
ولكن علينا بالظاهر إلا من ظهر تلونه، والمتلون لا يحذر منه إلا من يُمكن إثبات تلونه له، وذلك لأنه قد يتمكن من خداع الأخيار أو استعطاف العامة، وقد دلت التجربة على أن الكلام في كل متلون يضر أكثر مما ينفع.
وأما الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق اليوسف عفا الله عنا وعنه؛ فهو يخالف أكثر القسريِّين في التغيير السياسي بطريقة ترشيحات ومحاصصات المنظمات المدنية، ولكنه يتفق معهم في بعض ما سبق من آراء ومواقف مع تعصب فيه لتلك الآراء الشاذة ولتلك الطريقة في التغيير السياسي.
وموقف الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من التغيير السياسي يُخالف أغلب مواقف القسريِّين، فالقسريُّون غالباً ما يرون وجوب مقاطعة الحكومات المعاصرة، فهو موقف من فيه غلو في التكفير والجهاد بمن فيهم الجهاديون.
وأما الشيخ اليوسف فربما يكفر أكثر أو كل الحكومات المعاصرة كما يبدو من مواقفه وفتاويه، وأما موقفه من التغيير السياسي بمحاصصات وترشيحات المنظمات المدنية السياسية فقد يكون من باب تولي يوسف عليه السلام ولاية في حُكومة كافرة.
وما كنت أعلم أن كتاب الشيخ اليوسف الموسوم بالأصول العلمية للدعوة السلفية فيه تأصيل لبعض ما في المنهج القسري من تكفير إلا عندما قرأت رده على تلميذه عبد الله السبت رحمه الله تعالى في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله في رسالة صغيرة الحجم سماها "نقض الفرية"، وهي في؛ الموقع الرسمي للشيخ عبد الرحمن بن عبدالخالق » كتب ورسائل » نقض الفرية - الرد على ما أدعاه الشيخ عبدالله بن خلف السبت.
وكنا ونحن صغارٌ نعد كتاب اليوسف "الأصول العلمية للدعوة السلفية" فريداً في بابه، ولعل الكثيرين من إخواننا لم ينتبهوا لما في الكتاب مما ذكرتُ.
والشيخ الألباني رحمه الله تعالى عندما قال عن تلميذه اليوسف أنه "تسلَّف" في الجامعة، لم يكن ذلك تخرصاً ولا ظناً، ومن إنصاف الألباني رحمه الله تعالى أنه قال عن اليوسف "أخونا سلفي"، مع أنه كان يصرح أن فيه تأثر بالإخوان.
وقد حاولتُ كتابة القليل عن منهج الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق اليوسف لتأثيره في السودان في؛ مدونتي » شبهات وردود » الإخوان بين اليوسف والمدخلي وأنصار السنة.
ومن مواقف الشيخ اليوسف الغريبة في الانتصار للإخوان المسلمين؛ موقفه من بعض تلاميذه الذين كانوا يعدونه الأب الروحي لهم، ومنهم حزب النور المصري المسمى بالسلفي.
ومن المهم قبل نقل موقف الشيخ اليوسف من حزب النور الإشارة إلى عدم جواز إنشاء الأحزاب السياسية، وفي العموم لا يجوز للمنظمات المدنية الدخول في ترشيحات ومحاصصات، سواء كانت هذه المنظمات سياسية أو دعوية أو غير ذلك، وللمزيد؛ مدونتي » إصلاح » الإصلاح السياسي الأصلي والاستثنائي » السعي الحزبي للسلطة.
ومع عدم جواز مسلك إنشاء الأحزاب السياسية إلا أن كثيراً من مواقف حزب النور كانت أفضل من مواقف حزب الإخوان؛ الحرية والعدالة.
فالموقف الغريب للشيخ اليوسف أنه قال في رسالته لحزب النور: "ولست أرى مثالاً لكم وللرئيس الذي خنتموه وخلعتموه إلا أنه ما كان من شأن عثمان بن عفان رضي الله عنه والذين خرجوا عليه"، وقال: "وأما أنتم فليس لكم شبه في التاريخ إلا بالثوار الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ولم يراعوا عهدهم ولا حرمته, واتبعوا قول ابن سبأ فيه"!.
وقد رد على الشيخ اليوسف أحد أعضاء حزب النور في؛ اليوتيوب » التعليق على بيان الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق بشأن الشيخ ياسر برهامي وحزب النور.
وقد انقلب الشيخ عبدالرحمن على كل أو أكثر نصائح شيخه ابن باز رحمه الله تعالى بعد أن أعلن على الملأ قبولها! وكان من مؤيدي ثورات ما سمي بالربيع العربي، ولكنه كان ضد الثورة على  مرسي! علماً بأن حزب الحرية والعدالة كان يرى أن الحرية مقدمة على الشريعة.
ثمة الكثير مما يؤكد انقلابه على تراجعه بعد نصائح الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، من ذلك ما قاله في حوار مع جريدة الوطن، وقد نقلته في؛ مدونتي » شبهات وردود » الإخوان بين اليوسف والمدخلي وأنصار السنة.
ومرسي كان يوالي النصارى بقوله؛ لا يوجد خلاف بين العقيدة المسيحية والعقيدة الإسلامية، وأن الخلاف خلاف آليات ووسائل، وعندما سأله محاور لاستيضاحه عن قصده ذاكراً الآية عن كفر النصارى وقولهم عن الله تعالى ذكرُه ثالث ثلاثة، قال مرسي مجيباً: "مسيحيين مصر ما بيؤولوش كده"، في؛ اليوتيوب » هل في فرق بين عقيدة المسلمين وعقيدة النصارى؟.
كتب أحد المشائخ: الشيخ عبد الرحمن لا أقرأ له، قرأت له قديماً في السودان؛ الأصول العلمية، والمسلمون والعمل السياسي، والشورى، ومشروعية العمل الجماعي، أخالفه في أمور منها؛ التكفير والخروج على الحكام والمناصحة العلنية التي جعلها هي الأصل.
وناقشته في ذلك مرة بالدوحة في حضور الشيخ علي خشان رحمه الله وتدخل الشيخ في النقاش، وسألته مرة أخرى في مؤتمر لرابطة علماء المسلمين بالدوحة الذي نظمه السروريون وكان حاضراً فقط، سألته عن بعض ما جاء في المؤتمر من التكفير الصريح للحكومات خاصة بحث الدكتور محمد يسري، وفي كون المؤتمر مقتصراً على السرورية والإخوان وليس فيه من السودان إلا ........ و........ و........ و........ و........، فظل يستمع لي فقط ثم قال: كلامك دا وجهه للمنظمين ومضى! والمنظمون حاولت كذا مرة أعمل مداخلة وأرسلت أسئلة لم يقرأ منها شيء.
وكتب أحد المشائخ: من عجيب أمر عبد الرحمن عبد الخالق أنه قبل  أيام انقطاع علاقته مع د ربيع، عقد مجلساً في المدينة حضره بعض إخواننا السودانيين، وحضره بعض من الجبهة الإسلامية السودانية في ذلك الوقت، فهجم وتكلم عن السلفيين بكلام مزعج لا يقوله سلفي، مع أنه إلى ذلك الوقت لا يوجد حسب علمي من يصنفه منهم،  فكان مما قال: السلفيون عطلوا الجهاد!!! 
ويبدو لي أن كتاب الخطوط العريضة لأدعياء السلفية الجديدة الذي ألفه أحد تلاميذه وهو عبد الرزاق الشايجي؛ إما من تصنيف عبد الرحمن نفسه أو ساعد على كتابته أو رضيه، علماً بأن هذا الكتاب صار يوزعه السروريون رداً على أنصار السنة في السودان.
ومن فراسة الشيخ الهدية رحمه الله أنه لما سمع بهذا الكتاب قال: هذا الكتاب يدين الشيخ عبد الرحمن نفسه.
عمر عبداللطيف محمدنور عبدالله
لوند، السويد
الجمعة 20 شوال 1438هـ، 14 يوليو 2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق